فوائد مذهلة.. علاج التهاب المفاصل بالإشعاع

بقلم | فريق التحرير: | الخميس 02 اكتوبر 2025 - 12:40 م

كشفت دراسة حديثة عن الفوائد التي يتمتع بها الأشخاص الذين يعانون من آلام في الركبتين من خلال الحصول على جرعات منخفضة من العلاج الإشعاعي.

وأفاد باحثون خلال اجتماع الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام بالإشعاع في سان فرانسيسكو، أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة الخفيف إلى المتوسط شعروا بألم أقل وكان لديهم قدرة أفضل على الحركة بعد العلاج الإشعاعي.

قال الباحث الرئيس الدكتور بيونج هيوك كيم، أستاذ مساعد في علم الأورام الإشعاعي في كلية الطب بجامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية: "غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام المؤلمة في الركبة خيارًا صعبًا بين مخاطر الآثار الجانبية لأدوية الألم ومخاطر جراحة استبدال المفصل".

وأضاف في بيان صحفي: "هناك حاجة سريرية للتدخلات المعتدلة بين مسكنات الألم الضعيفة والجراحة العدوانية، ونحن نعتقد أن الإشعاع قد يكون خيارًا مناسبًا لهؤلاء المرضى خاصة عندما تكون الأدوية والحقن غير مقبولة".

هشاشة العظام

وتحدث هشاشة العظام عندما يتآكل الغضروف الذي يوفر التوسيد في المفصل مع مرور الوقت، مما يسمح في النهاية باحتكاك أطراف العظام ببعضها البعض.

وتُستخدم جرعات منخفضة من الإشعاع بانتظام لعلاج آلام المفاصل في الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا، لكن لم تكن هناك تجارب كافية عالية الجودة لإثبات فعالية هذا النهج، بحسب الباحثين.

وخلال الدراسة الجديدة، راقب الباحثون 114 مريضًا يعانون من التهاب مفاصل الركبة الخفيف إلى المتوسط في ثلاثة مستشفيات أكاديمية في كوريا الجنوبية.

تم توزيع المرضى عشوائيًا على ثلاث مجموعات، حيث تراوحت طرق العلاج إما جرعة منخفضة أو جرعة منخفضة جدًا من العلاج الإشعاعي، أو علاجًا وهميًا خاليًا من الإشعاع. واستمرت دورات العلاج ست جلسات لجميع المجموعات.

وكانت جرعات الإشعاع أقل من 5 بالمائة من تلك المستخدمة عادة لعلاجات السرطان، ولم تتم ملاحظة أي آثار جانبية مرتبطة بالإشعاع، وفق ما أوردت وكالة "يو بي آي".

قال كيم: "هناك اعتقاد خاطئ بأن الإشعاع الطبي، أو العلاجي، يُعطى دائمًا بجرعات عالية. لكن في حالة هشاشة العظام، لا تُمثل هذه الجرعات سوى جزء ضئيل مما نستخدمه لعلاج السرطان، ويستهدف العلاج المفاصل البعيدة عن الأعضاء الحيوية، مما يقلل من احتمالية حدوث آثار جانبية".

وبعد أربعة أشهر، حقق 70 بالمائة من الأشخاص في المجموعة التي تناولت الجرعة المنخفضة تحسنات كبيرة في الألم والوظيفة الجسدية وحالة التهاب المفاصل بشكل عام، مقارنة بـ42 بالمائة من المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، بحسب الدراسة.

وأشار الباحثون إلى أن حوالي 58 بالمائة من الأشخاص في المجموعة التي تناولت جرعة منخفضة للغاية أظهروا تحسنًا أيضًا، لكن النتيجة لم تكن مختلفة بشكل كبير عن الدواء الوهمي.

وقال كيم إنه لم يُسمح للمرضى بتناول أي شيء سوى الأسيتامينوفين أثناء المتابعة، وهو ما يضيف ثقلاً إلى هذه النتائج.

وأضاف في بيان صحفي: "في دراسات سابقة، تم استخدام أدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو المواد الأفيونية أيضًا أثناء فترة التدخل أو المتابعة، ولكن استخدام مسكنات الألم هذه قد يخفي آثار العلاج الإشعاعي".

وأشار إلى أنه بما أن المرضى كانوا مقتصرين على تناول عقار الأسيتامينوفين فقط خلال الأشهر الأربعة من المتابعة في هذه التجربة، فإن "هذا يعني أن الاختلافات بين مجموعات العلاج ترجع بشكل أكثر وضوحًا إلى العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة نفسه".

العلاج الإشعاعي

قد يكون العلاج الإشعاعي أكثر فعالية لدى المرضى الذين يعانون من آلام ناجمة عن الالتهاب، حتى لو كان لديهم بعض الغضاريف المتبقية في الركبة.

في حالات هشاشة العظام الشديدة، حيث يكون المفصل مدمرًا جسديًا ويفقد الغضروف، لا يُجدّد الإشعاع الأنسجة، كما قال. "لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض خفيف إلى متوسط، قد يُؤخّر هذا النهج الحاجة إلى استبدال المفصل".

ويُكمل الفريق حاليًا متابعةً للمرضى لمدة ١٢ شهرًا. ومن المُخطط إجراء دراسات أوسع نطاقًا لتوفير المزيد من الأدلة.

ويعتقد كيم أن العلاج الإشعاعي يمكن أن يساعد في تعزيز تأثيرات الطرق التقليدية الأخرى لعلاج التهاب مفاصل الركبة مثل فقدان الوزن والعلاج الطبيعي والأدوية.

وتابع كيم: "في الممارسة السريرية، يمكن أن تكون الاستجابات أقوى عندما يتم الجمع بشكل صحيح بين الإشعاع وعلاجات أخرى، وقد يكون رضا المرضى أعلى مقارنة بالخيارات الحالية وحدها".

لكن ينبغي اعتبار النتائج المقدمة في الاجتماعات الطبية أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.