أول عملية زرع كبد من خنزير إلى إنسان في العالم

بقلم | فريق التحرير: | الجمعة 10 اكتوبر 2025 - 09:34 ص

فيما وصف بالحدث التاريخي لنقل الأعضاء بين الحيوانات والبشر، نجح فريق طبي بالصين في زراعة كبد خنزير إلى متلقي بشري وهو على قيد الحياة لأول مرة.

وفي وقت سابق من هذا العام، نجح الأطباء في زرع عضو معدل وراثيًا لتقليل خطر الرفض في مريض ميت سريريًا.

ونجح أطباء صينيون في زرع كبد خنزير معدل وراثيًا في رجل يبلغ من العمر 71 عاما لا يزال على قيد الحياة.

ولم يكن المريض الذي كان يعاني من سرطان الكبد ومرض الكبد في مرحلته المتأخرة مؤهلاً لعملية زرع الكبد أو الإزالة الجزئية للعضو لعلاج الأمراض.

وفي الشهر الأول بعد الجراحة، أظهرت نتائج واعدة، حيث لم يرفض الجسم الكبد المزروع وكان يعمل بشكل فعال.

لكن في اليوم الثامن والثلاثين، كان لا بد من إزالته بعد حدوث مضاعفات خطيرة، تضمنت رد فعل من الجهاز المناعي مما أدى إلى إتلاف بطانة الأوعية الدموية.

في البداية، تمكن الأطباء من علاجه بالأدوية وإجراء عملية لإزالة العوامل الضارة من الدم. لكن عانى المريض من نوبات نزيف في الجهاز الهضمي، وتوفي في اليوم 171.

كبد الخنزير المعدل وراثيًا

وقال الدكتور بيتشينج صن، أحد مؤلفي الدراسة من المستشفى التابع الأول لجامعة آنهوي الطبية في الصين: "تثبت هذه الحالة أن كبد الخنزير المعدل وراثيًا يمكن أن يعمل في الإنسان لفترة طويلة".

وأضاف، وفقُا لصحيفة "ديلي ميل": "إنها خطوة محورية إلى الأمام، تُظهر الوعد والعقبات المتبقية، وخاصة فيما يتعلق باضطراب تخثر الدم والمضاعفات المناعية، التي يجب التغلب عليها".

ويأمل الخبراء أن يمهد هذا الطريق أمام عمليات زرع الحيوانات لتصبح في يوم من الأيام خيارًا متاحًا للأشخاص المدرجين في قوائم الانتظار لإجراء عمليات نقل الأعضاء.

وقال الدكتور هاينر ويديماير، أستاذ في كلية الطب في هانوفر، والمحرر المشارك لمجلة أمراض الكبد، حيث نشرت النتائج، إن "هذا التقرير يمثل علامة فارقة في مجال أمراض الكبد".

وتابع: "يظهر أن الكبد الخنزيري المعدل وراثيًا قادر على زرع وتقديم وظائف كبدية رئيسة في متلقي بشري".

التحديات البيولوجية والأخلاقية

في الوقت نفسه، تسلط الدراسة الضوء على التحديات البيولوجية والأخلاقية التي لا تزال قائمة قبل أن يتسنى ترجمة مثل هذه الأساليب إلى استخدام أوسع.

وقالت الدكتورة بياتريس دومينجيز جيل، مديرة المنظمة الوطنية لزراعة الأعضاء في إسبانيا: "هذه خطوة جديدة في تقدم علاج زراعة الأعضاء من كائنات مختلفة، والذي يواصل التقدم في التطوير السريري. ولكنها تسلط الضوء أيضًا على العقبات الكبيرة التي لا تزال بحاجة إلى التغلب عليها، مثل المضاعفات الخطيرة التي لوحظت لدى هذا المريض".

وأضافت: "نحن في المنظمة الوطنية لزراعة الأعضاء في إسبانيا (ONT) نصر على أن عمليات الزرع هذه تجريبية. إننا بحاجة إلى مزيد من العمل لإتقان التعديلات الجينية التي تم إجراؤها، وتحسين مثبطات المناعة المستخدمة، ومحاولة تحديد ومعالجة أي مضاعفات قد تتطور في وقت مبكر".

وتابعت: "من الناحية المثالية، ينبغي أن يتم ذلك في تجارب سريرية مصممة بشكل صحيح لتقييم فعاليتها وسلامتها على المدى القصير والمتوسط والطويل".

واستدركت قائلة: "ومع ذلك، فإن هذه الحالات تسمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة على مستقبل حيث تصبح عملية زرع الأعضاء من شخص لآخر حقيقة سريرية كعلاج مؤقت، وخاصة في حالة الكبد، أو كعلاج نهائي".