قد يلاحظ البعض تساقط الشعر بغزارة أكثر من المعتاد خلال هذه الأوقات من السنة، لكن الخبراء يقولون إن هذا يعد رد فعل طبيعي تمامًا لتغير الفصول.
يقول الدكتور بول فارانت، طبيب الأمراض الجلدية المتخصص في اضطرابات الشعر وفروة الرأس: "في المتوسط، لدينا حوالي 100 ألف شعرة على رؤوسنا، وحوالي 10 في المائة منها تكون في مرحلة التساقط في أي وقت".
وأضاف: "ولكن التغيرات في البيئة - مثل درجة الحرارة - يمكن أن يكون لها تأثير على دورات النمو، مما قد يؤدي إلى تساقط أكثر وضوحًا في الأشهر الباردة"، موضحًا أن هذه الظاهرة التي تُعرف باسم "تساقط الشعر الموسمي"، تحدث عادة خلال شهر سبتمبر.
مراحل نمو الشعر
وتمر عملية نمو الشعر بأربع مراحل، حيث تشهد المرحلة النهائية تساقط الشعر القديم، مما يفسح المجال لنمو شعر جديد.
تشمل المراحل الثلاث الأولى - الأناجين والكاتاجين والتيلوجين - نمو الشعر ونضجه ونشاط بصيلات الشعر التي تنتج الشعر.
وفقًا للدكتور فارانت: "كل بصيلة شعر لها جدول زمني خاص بها، وهذا يعني أنه بدءًا من عمر عام واحد تقريبًا فإن كل بصيلة شعر سوف تقوم بعملها الخاص".
وأضح أنه "عندما يقترب موعد نهاية دورته، ينكمش بصيلات الشعر ويدخل في مرحلة الراحة - المعروفة باسم التيلوجين. ثم يتساقط الشعر من فروة الرأس عندما يمتد البصيل إلى الجلد، مما يجبر الشعر القديم على الخروج لإفساح المجال لنمو جديد".
"أما في تساقط الشعر الموسمي، فهناك قدر قليل من التزامن، وبالتالي فإن نسبة أكبر من الشعر تتوقف عن النمو في نفس الوقت"، بحسب ما أوردت صحيفة "ديلي ميل" نقلاً عنه.
وعلى الرغم من أنه لم يحسم بعد سبب حدوث ذلك، إلا أن الدكتور فارانت يشتبه في أن تساقط الشعر الموسمي له علاقة في الواقع بشيء يحدث في أشهر الصيف - مثل زيادة التعرض لفيتامين د - مما يتسبب في دخول المزيد من الشعر إلى مرحلة التكاثر الخارجي في نفس الوقت عندما تنخفض درجة الحرارة.
وأضاف: "لكن الخبر السار هو أن تساقط الشعر الموسمي قصير الأمد نسبيا، إذ يستمر حوالي ثلاثة أشهر، ولا تفقد أبدا كميات كبيرة من الشعر".
علامة خطر
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة لا تدعو للقلق عادة، حيث أن 90 بالمائة من شعرنا لا يزال في مرحلة النمو بينما يتساقط شعر البعض الآخر، حذر الدكتور فارانت من أنها قد تكون في بعض الأحيان علامة على شيء أكثر خطورة - مثل الصلع الوراثي، أو الصدفية، أو مشاكل الغدة الدرقية.
وتابع شارحًا: "يميل تساقط الشعر الموسمي إلى أن يكون خفيفًا نسبيًا. إذا كنت تعاني من تساقط كتل من الشعر، أو بقع من الصلع، فقد يكون هذا مدعاة للقلق. وبالمثل، إذا بدأ الجزء العلوي من رأسك يبدو رقيقًا للغاية، وكان لديك تاريخ عائلي لتساقط الشعر، فقد تبدأ في القلق بشأن الصلع النمطي".
وأوضح الدكتور فارانت، أن الحصول على شعر صحي وأكثر كثافة يعتمد إلى حد كبير على الجينات ومستويات الهرمونات، والتي هي إلى حد كبير خارجة عن سيطرتنا، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها في المنزل لتقليل خطر تكسر الشعر أو جفاف فروة الرأس - وكلاهما يمكن أن يساهم في تساقط الشعر الموسمي.
وبما أن الشعر يتكون في معظمه من البروتين، ينصح الدكتور فارانت بتناول نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالبروتين للمساعدة في تقوية الشعر خلال أشهر الشتاء.
وأضاف "حاول طهي الطعام من طعام طازج، وإعطاء الأولوية للنوم، وإدارة التوتر، لأن كل هذه الأشياء المتعلقة بأسلوب الحياة سوف تساعدك على عيش حياة أكثر مضادة للالتهابات، مما يقلل من خطر تساقط الشعر".
قال إن نقص التغذية قد يؤدي أيضًا إلى تساقط الشعر. ولهذا السبب، ينصح الدكتور فارانت بتناول أطعمة غنية بالحديد وأحماض أوميجا 3 الدهنية والزنك وحمض الفوليك لنمو شعر صحي.
ونصح الدكتور فارانت قائلاً: "قد يحتاج نظام العناية بالشعر الخاص بك إلى التغيير مع تغير الفصول. في أشهر الصيف، نميل إلى التعرق أكثر، لذلك قد نحتاج إلى غسل شعرنا بشكل متكرر لمنع تراكم الدهون وانسداد المسام".
وأردف: "في فصل الشتاء، تميل فروة رأسنا إلى أن تكون أكثر جفافًا، لذلك يمكننا غسل شعرنا بشكل أقل، لأن الإفراط في غسل الشعر بالشامبو يمكن أن يجرد شعرنا من الزيوت الأساسية ويجفف فروة الرأس، مما يؤدي إلى حكة والتهاب الجلد، مما قد يساهم بدوره في تساقط الشعر".
الإجهاد البدني والذهني
ويمكن أن يساهم الإجهاد البدني والذهني أيضًا في تساقط الشعر، مما يؤدي إلى إثارة حالات مثل الثعلبة البقعية، والتي تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي في الجسم بصيلات الشعر الصحية.
وأوضح الطبيب: إذا كنت تعاني من تساقط الشعر المستمر الذي لا يمكن تفسيره بنقص المغذيات أو مشاكل الغدة الدرقية، على سبيل المثال، هناك أشياء يمكن القيام بها، اعتمادًا على السبب مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية لتساقط الشعر".
تتضمن تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية استخراج كمية صغيرة من الدم من المريض وحقنها مباشرة في فروة الرأس، لتشجيع نمو الشعر.
تعمل عوامل النمو الموجودة في البلازما على تحفيز تكوين أوعية دموية جديدة حول بصيلات الشعر، وبالتالي يتم تزويدها بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو بشكل أفضل.
إذا أظهرت المزيد من الاختبارات وفحوص الدم أن تساقط الشعر وراثي، فقد يوصي الطبيب بأدوية، مثل مينوكسيديل، الذي يعمل عن طريق زيادة تدفق الدم إلى جذور الشعر.
مع ذلك، حذر الدكتور فارانت من أنه لا يعمل إلا عندما تكون هناك حالة أخرى تحدث إلى جانب تساقط الشعر الموسمي، مثل تساقط الشعر الأندروجيني، حيث سيتعين على المرضى عادةً تناول الدواء على المدى الطويل، مع تكرار تساقط الشعر عند توقف العلاج.