يعاني معظمنا من النسيان أحيانًا، أو الصداع المزعج، أو الشعور بالتعب أكثر من المعتاد. وغالبًا ما يكون ذلك نتيجةً للإجهاد، والعمل لساعات طويلة، أو قلة النوم.
في بعض الحالات، قد تُخفي هذه المشاكل المعتادة مشكلةً أكثر خطورة. إذ يمكن أن تكون علامة على وجود أورام المخ، وعلى الرغم من ندرتها، فإن اكتشاف الأعراض في وقت مبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في سرعة تشخيصها وعلاجها.
يؤكد الأطباء أن هذه الأعراض لا تعني بالضرورة وجود ورم في الدماغ، فهناك أسباب أكثر شيوعًا لكل منها. لكن إذا شعرتَ بشيء غير طبيعي، أو استمر أحد الأعراض وتغير مع مرور الوقت، فمن المستحسن استشارة الطبيب.
وفيما يلي سبع علامات تحذيرية مبكرة غالبًا ما يتم تجاهلها، استنادًا إلى أبحاث أجراها أطباء المخ، بحسب ما أوردت صحيفة "إكسبريس":
1. صعوبة العثور على الكلمات
من علامات الإنذار المبكرة الأقل وضوحًا صعوبة التعبير عن النفس لفظيًا. وقد وصف مرضى في بحث أجرته الدكتورة لورا ستاندن، والبروفيسور سوزان سكوت (موقع ذا كونفرسيشن) صعوبة تذكّر الكلمات، أو تكوين الجمل، أو متابعة المحادثات. وقال بعضهم إن الأمر بدا "غريبًا وغير مألوف"، مما دفعهم إلى تجاهل الأعراض في البداية.
قد تحدث صعوبات في إيجاد الكلمات عندما تؤثر الأورام على مناطق معالجة اللغة في الدماغ، مثل الفص الجبهي الأيسر أو الفص الصدغي. وقد يُفسر التعب أو التوتر أو القلق أحيانًا، حدوث هذه المشكلة لفترات قصيرة، لكن مشاكل الكلام المستمرة أو التي تظهر فجأة، بخاصةً إذا اقترنت بتغيرات معرفية أخرى يجب أن تستدعي إجراء المزيد من الدراسات.
2. ضباب الدماغ ومشاكل الذاكرة
ضباب الدماغ - الذي يتميز بصعوبة التركيز، وبطء التفكير، والنسيان، والإرهاق الذهني - هو عرض آخر يُخلط غالبًا بينه وبين ضغوط الحياة الشائعة.
يوضح الدكتور شياو-بي ويذرز، أنه عندما يصاحب ضباب الدماغ أعراض عصبية مثل تغيرات في الكلام أو الرؤية، فقد يشير ذلك إلى أن ورمًا يؤثر على المناطق الإدراكية في الدماغ. وهذا قد يفسر أيضًا سبب نسيان المرضى للمواعيد أحيانًا أو ضعف قدرتهم على اتخاذ القرارات، مما يجعل التعرف المبكر على المرض صعبًا.
3. خدر أو وخز في جانب واحد من الجسم
كثيرًا ما يُبلغ المرضى عن مشكلة غير مألوفة، كالتنميل أو الوخز. كن ما يُثير القلق هو أن تقتصر هذه الأعراض على جانب واحد من الجسم. على سبيل المثال، عانى أحد المرضى من تنميل في نصف لسانه وداخل فمه، بينما لاحظ آخر وخزًا في ذراعه.
ويمكن أن يحدث هذا عندما يتداخل الورم مع المناطق الحركية أو الحسية في الدماغ، والتي تتحكم بالحركة والإدراك في مختلف أجزاء الجسم. وبينما قد تنتج أيضًا عن انحصار الأعصاب، أو الصداع النصفي، أو ضعف الدورة الدموية، ينصح أطباء الأعصاب بتقييم التغيرات الحسية الجديدة، أو المستمرة، أو أحادية الجانب على الفور.
4. التغيرات أو التشوهات البصرية
يمكن أن تكون اضطرابات الرؤية طفيفة لكنها بالغة الأهمية. أفاد أحد المرضى خلال البحث الذي أجره الدكتور ويذرز أنه لاحظ ازدواج الرؤية أثناء مشاهدة التلفزيون، وأشار آخر إلى ظهور الخطوط المستقيمة المنحنية.
تظهر الأعراض البصرية عندما تضغط الأورام على الفص القذالي أو المسارات البصرية. يمكن أن تشمل هذه الأعراض عدم وضوح الرؤية، أو ازدواج الرؤية، أو فقدان الرؤية المحيطية، أو حتى فقدان البصر عند الوقوف.
يجب فحص التشوهات البصرية المفاجئة، خاصةً عند اقترانها بالصداع أو الضعف أو صعوبات الكلام، لأنها قد تشير إلى ضغط على مراكز الرؤية في الدماغ. يمكن لطبي العيون أحيانًا اكتشاف علامات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة أثناء فحوصات العين الروتينية، مما يجعلها نقطة اتصال أولى غير متوقعة ولكنها مفيدة.
5. الكتابة غير المنظمة
قد تشير التغيرات في التوازن الحركي بين اليد والعين، مثل الكتابة غير المنتظمة أو صعوبة أداء المهام الحركية الدقيقة، إلى وجود ورم يؤثر على المخيخ أو القشرة الحركية. وقد أبلغ المرضى عن لحظات مفاجئة أصبح فيها خط أيديهم غير مقروء، أو واجهوا صعوبة في أداء مهامهم اليومية كربط أزرار القميص.
في حين أن التعب أو تشتت الانتباه قد يُسببان خللاً مؤقتًا في المهارات الحركية الدقيقة، أو التوازن، أو التوزان الحركي، إلا أن التدهور المستمر في المهارات الحركية الدقيقة، أو التوازن، أو التنسيق الحركي، يجب أن يستدعي تقييمًا عصبيًا.
لدى الأطفال، قد يكون هذا ملحوظًا بشكل خاص عندما يبدأ الأطفال الصغار الذين بدأوا المشي بالزحف مجددًا أو يُظهرون حركة غير مستقرة.
6. تغيرات في الشخصية أو السلوك
حتى التغيرات الطفيفة في المزاج، أو الانفعال، أو الدافعية قد تكون مؤشرات مبكرة. وصف أحد المرضى شعوره بانفعال غير عادي وفقدان للدافعية، ظنًا في البداية أنه إرهاق. يمكن لأورام الدماغ التي تصيب الفصين الجبهي والصدغي أن تؤثر على الشخصية، والسلوك، وتنظيم الانفعالات.
غالبًا ما يُلاحظ الأصدقاء أو أفراد العائلة تغيرات الشخصية أولًا. ويشير الدكتور ستاندن والبروفيسور سكوت إلى أنه لا ينبغي تجاهل تغيرات مثل اللامبالاة المفاجئة، أو التهيج، أو فقدان الاهتمام بالهوايات - خاصةً عندما تصاحبها تغيرات عصبية أخرى مثل صعوبات الكلام أو فقدان الذاكرة.
7. الصداع الشديد أو المستمر
يُعد الصداع أكثر أعراض ورم الدماغ شيوعًا، لكن ما يميز الصداع المرتبط بالورم هو نمطه واستمراره. يصف المرضى الصداع بأنه مختلف عن المعتاد، ويزداد حدةً في الصباح، أو يتفاقم عند الاستلقاء أو الانحناء أو السعال.
ووفقًا للدكتور ويذرز، يجب أخذ الصداع الذي يستمر لأيام أو أسابيع، وخاصةً المصحوب بالغثيان أو القيء أو أعراض عصبية أخرى، على محمل الجد.