باحثون: ضعف حاسة الشم يؤدي إلى التنبؤ بأكثر من 130 مرضًا

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 08 ديسمبر 2025 - 02:16 م

قال باحثون، إن ضعف حاسة الشم قد يكون علامة على الإصابة بمجموعة من الأمراض، أو أن الشخص معرض لخطر الإصابة بها، مما دفعهم إلى الدعوة إلى اعتبارها عامل فحص.

وخلال دراسة نشرت في مجلة طب الأنف والأذن والحنجرة السريرية، أوضح باحثون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا أن اضطرابات الشم تم تجاهلها إلى حد كبير من قبل المجتمع الطبي.

على الرغم من أن هناك أدلة متزايدة على ارتباطه بأكثر من 130 اضطرابًا عصبيًا وجسديًا ووراثيًا، وأنه أكثر انتشارًا من فقدان السمع العميق والعمى، وفق قولهم.

وأشاروا إلى أن السبب الرئيس هو التهاب الجيوب الأنفية المزمن، الذي يمكن أن يحدث بسبب ظروف تسد مجري الهواء مثل الربو أو الحساسية أو التليف الكيسي.

فقدان حاسة الشم لدى مرضى كوفيد

وبينما قالوا إن فقدان حاسة الشم ليس بالأمر الجديد بالنسبة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل الإنفلونزا وفيروس الراينوفيروس، فقد أظهرت الدراسات أن فقدان حاسة الشم أكثر انتشارًا من ثمانية إلى عشرة أضعاف لدى مرضى كوفيد.

مع ذلك، أوضح الباحثون أن هناك أيضًا أدلة ناشئة على أن فقدان حاسة الشم يمكن أن يكون علامة تحذير مبكرة للعديد من الأمراض، بما فيها الخرف ومرض باركنسون وأمراض القلب القاتلة بشكل مثير للقلق.

وأظهرت دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية "نيتشر كومينيكشن"، أن فقدان حاسة الشم يمكن أن يكون أحد العلامات المبكرة لتطور مرض الخرف الذي يسرق الذاكرة.

وأوضح الخبراء أن أحد التفسيرات المحتملة التي تم افتراضها هو أن البروتينات الضارة لدى الأشخاص المصابين بالخرف ربما بدأت تتراكم في جزء الدماغ المسؤول عن الشم.

وسلطوا الضوء على دراسة أظهرت أن فقدان حاسة الشم يمكن أن يظهر قبل الصعوبات الحركية التقليدية لمرض باركنسون لدى 90 في المائة من المرضى - في وقت مبكر يصل إلى خمس سنوات قبل ذلك.

وأضافوا أن من المثير للقلق أن هناك الآن أدلة ناشئة على أن فقدان حاسة الشم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وقصور القلب لدى البالغين الأصحاء في السابق.

ويمكن اعتبار ضعف أو انخفاض حاسة الشم أحد أسباب الحوادث والأمراض الأخرى، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".

وسلطت المراجعة الجديدة الضوء أيضًا على الأبحاث التي وجدت أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة الشم يشعرون بالقلق بشأن سلامتهم، بسبب عدم قدرتهم على اكتشاف الغاز والنار والدخان وكذلك ملاحظة أن الطعام فاسد مما قد يؤدي إلى التسمم الغذائي.

وأضافوا أن أبحاثًا أخرى أظهرت أن فقدان حاسة الشم يرتبط بارتفاع معدلات اضطرابات الأكل والعزلة الاجتماعية وصعوبات العلاقات والقلق والاكتئاب.

فقدان حاسة الشم والنظام الغذائي السيء

ويقولون أيضًا إن هناك أدلة متزايدة على أن المرضى الذين يعانون من فقدان حاسة الشم يتناولون نظامًا غذائيًا أسوأ، حيث أظهرت الدراسات أنهم يتناولون أطعمة أقل تنوعًا وأكثر سعرات حرارية وعالية الدهون وأطعمة غنية بالسكر.

وفي ضوء كل الأدلة المتزايدة، دعا الخبراء إلى إجراء فحص للكشف عن فقدان حاسة الشم، وتدريب المهنيين الطبيين على ذلك، وبذل الجهود لمعالجة عدم المساواة بين أولئك الذين يسعون إلى الحصول على الرعاية.

وكتب الباحثون في المجلة: "نوصي بتطوير برامج تثقيفية حول صحة الشم وحملات توعية، وإدخال فحص الشم وتطوير وتنفيذ سياسات صحة الشم في جميع قطاعات المجتمع".

وأُجريت المراجعة من قِبَل خبراء في جامعة إيست أنجليا، والجامعة التقنية في دريسدن في ألمانيا، ومركز مونيل للحواس الكيميائية في الولايات المتحدة، ومؤسسة "سميل تاست" الخيرية، وقسم علوم الكمبيوتر في جامعة كلية لندن.