مشروب شهير يساعد في الوقاية من الشيخوخة ويعكس آثارها

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 22 ديسمبر 2025 - 11:12 ص

الكفير هو مشروب حليب أو ماء مخمر تقليدي، نشأ في منطقة القوقاز، يُصنع عن طريق تخمير سائل (مثل الحليب الحيواني أو النباتي أو الماء المحلى) باستخدام "حبوب الكفير" التي هي عبارة عن مستعمرات حية من البكتيريا والخمائر النافعة، مما يمنحه قوامًا كريميًا ونكهة لاذعة.

وهو غني بالبروبيوتيك (البكتيريا المفيدة) ويدعم صحة الجهاز الهضمي والمناعة. وفضلاً عن فوائده لصحة الأمعاء، أظهرت دراسة حديثة في اليابان أنه قد يساعد أيضًا في منع أو حتى عكس بعض علامات الشيخوخة.

الفوائد الصحية لمنتجات الحليب المخمرة

وخلال الدراسة، سعى باحثون من جامعة شينشو إلى فهم أفضل للفوائد الصحية لمنتجات الحليب المخمرة مثل الكفير، وبخاصة فيما يتعلق بالتقدم في السن.

وأوضح الباحثون أنه مع تقدم الناس في السن، يضعف الجهاز المناعي وتتباطأ الخلايا المناعية، مما يمنعها من الانقسام بشكل صحيح.

ويؤدي هذا التباطؤ إلى التهاب مزمن منخفض المستوى يساعد على تغذية العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، بينما تضعف الأعضاء الحيوية مثل الغدة الزعترية والكبد تدريجيًا وتفقد وظيفتها.

ويقول الباحثون إن مشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، والتي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وحتى مضادة للسرطان. لكن آلية عمل هذه الفوائد لا زالت غير واضحة تمامًا.

وللتحقق من ذلك، قام فريق البحث بإطعام الفئران المسنة سلالة معطلة حراريًا من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من الكفير - Lentilactobacillus kefiri YRC2606 - على مدى ثمانية أسابيع، ثم قاموا بتحليل صحتهم المناعية.

ووجد الباحثون أن الفئران أظهرت تغيرات أقل مرتبطة بالعمر في الأعضاء الرئيسة مثل الغدة الزعترية والكبد. كما انخفضت علامات الالتهاب، إلى جانب مستويات البروتينات التي تمنع عادةً الخلايا من الانقسام- وهو عامل رئيس في شيخوخة الأنسجة.

الكفير يقوي الجهاز المناعي

وتشير النتائج الأولى من نوعها إلى أن البكتيريا القائمة على الكفير يمكن أن تساعد في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي مع تقدم الناس في السن، وفقًا للمؤلف الرئيس هيروكا ساساهارا.

وقالت في بيان: "سيكون المركب YRC2606 مفيدًا لعلاج الأمراض المرتبطة بالعمر، على سبيل المثال، كمكون في الأطعمة الوظيفية أو المكملات الغذائية المصممة للحفاظ على وظيفة المناعة لدى كبار السن".

وهذا بدوره قد يساعد في الحفاظ على الوظائف البدنية الرئيسة- وهو عامل حاسم في الحفاظ على الاستقلالية ونوعية الحياة مع تقدم الناس في السن، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".

ويُقدم شرب الكفير بانتظام فوائد صحية إضافية أيضًا. فاسم الكفير مشتق من الكلمة التركية "كيف"، والتي تُترجم إلى الشعور بالراحة بعد تناول الطعام.

هذا المشروب المخمر والمُخمر - الذي نشأ في المنطقة الجبلية الواقعة بين آسيا وأوروبا - يشبه الزبادي ولكنه أقل كثافة في قوامه.

وهو غني بالعناصر الغذائية، إذ يوفر كوب واحد منه حوالي تسعة جرامات من البروتين وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين، وهو عنصر أساسي لصحة العظام. كما يزود الجسم بكميات صحية من الفوسفور والمغنيسيوم وفيتامينات ب 12 وب 2 ود وك2.

والكفير غني بالبروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة مفيدة يُعتقد أنها تدعم الصحة بعدة طرق، بدءًا من المساعدة في الهضم وإدارة الوزن وصولاً إلى تعزيز الصحة العقلية من خلال موازنة ميكروبيوم الأمعاء.

البروبيوتيك والقولون العصبي

وقد تساعد البروبيوتيك أيضًا في مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال والحساسية، وقد تدعم صحة القلب عن طريق خفض الكوليسترول الضار.

وأظهرت الأبحاث أن أحد أنواع البروبيوتيك الموجودة في الكفير، وهو لاكتوباسيلوس كفيري، يمكن أن يثبط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية.

لكن الإفراط في شرب الكفير والأطعمة والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك قد يسبب الغازات والانتفاخ وغيرها من الآثار الجانبية الهضمية، لذا من الأفضل إدخالها في نظامك الغذائي ببطء حتى يتمكن جسمك من التكيف.

وينبغي على الأشخاص الذين يتناولون مثبطات المناعة استشارة الطبيب قبل شرب الكفير، لأنه يحتوي على بكتيريا وخميرة حية يحافظ عليها الجهاز المناعي السليم عادةً لمنع العدوى.