أفضل توقيت للرجال لزيادة فرص الإنجاب عن طريق التلقيح الاصطناعي

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 26 ديسمبر 2025 - 02:12 م

كشفت دراسات سابقة عن انخفاض جودة الحيوانات المنوية إلى النصف خلال الخمسين إلى السبعين عامًا الماضية، وهو ما يؤدي إلى صعوبة في الإنجاب لكثير من الناس، وقد يضطر بعضهم إلى التلقيح الاصطناعي لتحقيق حلمه في إنجاب طفل.

مع ذلك، فإنه لا يوجد ضمان لنجاح التلقيح الاصطناعي، حيث تنخفض معدلات النجاح إلى حوالي 16 في المائة إذا كان عمر الأم أو البويضة يزيد عن 40 عامًا.

لكن دراسة حديثة كشفت عن إحدى الطرق التي يمكن للأزواج من خلالها تعزيز فرصهم في الإنجاب، ويتوقف الأمر كله على توقيت قذف الزوج قبل الحصول على عينة لإجراء التلقيح.

القذف قبل 48 ساعة من العينة

في السابق، كان يُطلب من الرجال عدم القذف لمدة تتراوح بين يومين وسبعة أيام قبل تقديم عينة من السائل المنوي، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن القذف في غضون 48 ساعة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل.

وفحض فريق من المستشفى الأول التابع لجامعة جيلين في تشانجتشون بالصين، حوالي 500 رجل، طُلب من نصفهم القذف قبل 48 ساعة من تقديم عينة، والنصف الآخر فعل ذلك في غضون الفترة الموصى بها سابقًا من يومين إلى سبعة أيام.

واكتشف الباحثون أن المجموعة التي كانت فترة امتناعها عن ممارسة الجنس أقصر كان لديها معدل حمل أعلى بنسبة 10 في المائة، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى.

وكتبوا في المجلة الطبية "ذا لانسيت": "على حد علمنا، هذه هي أول تجربة عشوائية محكومة مستقبلية بدأها الباحثون حول تأثير مدة الامتناع عن ممارسة الجنس على نتائج الحمل في التلقيح الصناعي التقليدي. إن استخدام يوم التحفيز كنقطة زمنية أخيرة للقذف، مقارنة بالتوقيت التقليدي، يمكن أن يحسن معدل الحمل في التلقيح الصناعي التقليدي".

وأضافوا: "كان معدل الإنعاش القلبي الرئوي ومعدل استمرار الحمل أعلى في مجموعة يوم التحفيز".

ودرس الباحثون معدل الحمل السريري ومعدل استمرار الحمل. وهذا يختلف عن معدل المواليد الأحياء، الذي يقيس عدد حالات الحمل التي تكتمل بنجاح حتى الولادة.

ويُعتقد أن معدل الحمل السريري هو تأكيد وجود كيس الحمل- وهو أول بنية سائلة تُرى في الفحص- مع نبض قلب الجنين عبر الموجات فوق الصوتية.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي امتنعت عن ممارسة الجنس لفترة أقصر كان لديها معدل حمل سريري بنسبة 54.4 في المائة مقارنة بمجموعات التحكم التي بلغت نسبة الحمل السريري فيها 44.9 في المائة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

ومعدل استمرار الحمل هو مقياس لاستمرار الحمل بعد تجاوز مراحل معينة، عادةً ما تتجاوز 12 إلى 20 أسبوعًا.

ووجد الباحثون أن هذا كان أقل قليلاً عند 46 في المائة، ولكنه لا يزال أعلى مقارنة بالمجموعة الضابطة التي كان لديها معدل حمل مستمر بنسبة 36 في المائة.

مع ذلك، قال الدكتور ديفيد ميلر، خبير الخصوبة عند الرجال في جامعة ليدز، والذي لم يشارك في الدراسة إنه على الرغم من أن النتائج واعدة، إلا أنه من الضروري التمييز بين معدلات الحمل ومعدلات الولادة الحية.

وأضاف لمجلة "نيو ساينتست": "إن معدل الحمل الأفضل يبدو مشجعًا. لكن بالطبع، هذا لا يعكس بالضرورة بشكل كامل النتيجة النهائية للعلاج، وهي معدل المواليد الأحياء".

تراجع خصوبة الذكور

وتأتي النتائج وسط انخفاض مقلق في خصوبة الذكور، الأمر الذي أثار قلق الخبراء بشدة.

ويُعتقد أن التراجع العالمي في جودة الحيوانات المنوية يرجع إلى عدة عوامل، بما في ذلك التعرض للمواد الكيميائية الصناعية، مثل المبيدات الحشرية.

ويمكن أن تؤدي هذه المواد المسببة لاضطرابات الهرمونات إلى خلل في تكوين الخصيتين، وهو ما يحدث عندما لا تعمل الخصيتان كما ينبغي، مما يؤثر على الخصوبة.

وفي حوالي 40 في المائة من حالات العقم عند الرجال، ينجح الرجال في إنجاب طفل مع شريكاتهم.

وعادة ما يتبع ذلك دورة من الحقن المجهري للبويضة- حيث يتم إدخال الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة، بدلاً من التلقيح الصناعي حيث يتم "غمر" البويضات في الحيوانات المنوية).

ترتفع نسبة النجاح إلى حوالي 70 في المائة بعد ثلاث دورات.

لكن الخبراء يحذرون من أنه لا ينبغي تجاهل أو نسيان عقم الرجال بمجرد وصول الطفل المنتظر، لأنه مؤشر مهم على وجود مشاكل صحية أخرى.

ويرتبط العقم عند الرجال، على سبيل المثال، بانخفاض متوسط العمر المتوقع وزيادة خطر الإصابة بسرطان الخصية وأمراض القلب.