الحلقة السابعة (7) لو بتعاني من عادات سيئة (غضب- عصبية- تدخين-توتر) نصائح تغير حياتك
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن ذكر الله يساعد الإنسان على التخلُّص من العادات السيئة في الحياة، معتبرًا إياه أفضل طريقة للقضاء على العادات السيئة؛ مثل الغضب السريع، أو التدخين بشراهة.
وفي سابع حلقات برنامج "حياة الذاكرين" عبر قناته على موقع "يوتيوب"، تحدث خالد عن تجربته مع ذِكر الله، والي وصفها بأنها أفضل الطرق المُجرّبة للتخلص من العادات السيئة، قائلاً: "أنا شخص هادئ، لكن بسبب ضغط العمل، سرعا ما كنت أفقد أعصابي، لكن مع الذكر أصبحت أهدأ بكثير، ولم أعد أفقد أعصابي بسُرعة كما كنت في السابق".
لكن ما علاقة تصفية الذهن والروح بالغضب؟
واستشهد بقول الدكتور مارتن سيليجمان، مؤسس عِلم النّفس الإيجابي، إن "60 في المائة من ردود فعلنا الغاضبة ليست نتيجة الموقف الحالية، لكن طاقة الغضب عندما تنفجر، فإن هذا يحدث نتيجة مخزون على مدى طويل بسبب مواقف أخرى سابقة، لم يكن بوسعك أن تظهر فيها غضبك".
وأوضح خالد أن "هناك طُرقًا أخرى إيجابية تصفّي بها ذهنك وروحك، مثل التنفُّس الصحيح؛ وهو أن تاخُد نفسًا في أربع عدّات، وتخرّجه في مثلها، أو أن تجلس في مكان هادئ وجميل تتأمّل فيه، أو تتصرف وقت الغضب كما علمنا النّبي – صلّى الله عليه وسلّم –؛ أن تتوضأ أو تغيّر مكان وجودك؛ أو تغيّر من وضعك الحالي؛ لو كنت نائمًا أو مُضجعًا، اجلس، ولو جالسًا، قف، ولو كنت واقفًا، ابتعد، وهذه كُلّها طُرق قوية، تساعدك على التخلّص مما تعانيه؛ لكن أقوى طريقة وأكثرها تأثيرًا هي ذكر الله".
ذكر الله يصفي القلب والروح
لكنه حث على أنه "عندما تفعل ذلك، ليس من أجل إزالة التشويش والغضب، وتصفية ذهنك وروحك من داخلك، ولكنك تذكر الله دون انتظار نتائج، لأنه هو خالقك، ولأنه يستحق أن يُذكَر وأن يُعبَد؛ أنت متوجه لله بصدق، لأنك تحبّه وتعبده، ولأنه يستحق العبادة والإجلال والثناء".
وتابع خالد: "الذكر يصنع في روحك شيئًا اسمه: التخلية والتحلية، يُنقّي روحك وقلبك من التشويش والمشاعر السلبية التي بداخلها، وهي التخلية، وبعدها يملأها بحُب الله والأُنس بالله، وهذه هي التحلية".
وأشار إلى قول النّبي – صلّى الله عليه وسلّم -: " مَثَلُ الّذي يَذكُر رَبّه والّذي لا يذكُر ربّه كمَثَلِ الحيّ والميّت". ويقول الله سُبحانه وتعالى في الحديث القُدسي: "أنا عند ظَنّ عبدي بي، وأنا مَعه إذا ذَكَرَني".
وشدد على أن "حُسن الظنّ بالله مُرتبط ارتباط وثيق بالذّكر، فلو ذكرت الله فهو معك، برحمته وعنايته؛ وقد كان النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – يقول لصاحبه أبي بكر الصدّيق – رَضِيَ اللهُ عنه – وهما في الغار عندما كانا مهاجرين من مكّة للمدينة: "لا تَحزَن إنّ اللهَ مَعَنَا"، معيّة الله بنصره، وتأييده، وحبّه، ورَبطه على قلبك ساعة الألم والجرح، ولو ذكرت الله في نفسك ذكرَك في نَفسِه، "وإن ذكرَني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منه ".. ملأ من الملائكة، أو ملأ من الأنبياء.. تخيّل الله بقدره وجلاله يذكُرَك!".
ولفت إلى ما قاله رجل النبي صلى الله عليه وسلم لرجل جاءه يسأله: "يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به"؛ قال: "لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ".
كيف تتخلص من ضغوط الحياة القاسية؟
وفي حين أشار إلى أن ضغوط الحياة قاسية؛ دعا خالد إلى الهدوء وتقليل الضغط بداخلك، من خلال تصفية نفسك وروحك؛ قائلاً: "ذكر الله كأنّك تُنقّي نفسك كل يوم، فالذكر يُعيد توهُّج روحك الذي تفقده بسبب الغضب والتشويش والضغط بداخلك".
وأوضح أن "هذا هو دور الذكر، وحتى تهدأ وتحافظ على اتّصالك بالله فلابد من وِرد يومي ثابت من الذكر، فأنت بحاجة لأن تعيش كل يوم جُزءًا بسيطًا من الوقت، وهو 20 دقيقة تصفّي فيها ذهنك وروحك بذكر الله، وهو القائل في القرآن: "اذكُرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا ... ".
وحدد خالد الذكر اليومي على النحو الآتي:
• 100 استغفار.
• 100 لا إله إلّا الله.
• 500 الباقيات الصالحات.
- سبحان الله 100.
- الحمد لله 100.
- لا إله إلّا الله 100 مرّة أخرى.
- الله أكبر 100.
- ولا حول ولا قُوّة إلّا بالله 100.
التسبيح يزيل التشويش من داخلك
وخلص خالد إلى أن "الذكر تجربة بسيطة، لو عِشتها بحُب واستشعرته بحق، ستتغير حياتك 180 درجة، وسيتم إزالة كل التشويش الذي فعلته الحياة في عقلك وروحك، وستعود أهدأ وأفضل من الأول.. خُذ النّية من الآن، أن تعيش مع الله بذِكر الله".
برامج اخري
برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني
برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد