الحلقة الخامسة (5) - كيف تبدع وتجدد حياتك وأفكارك؟ عبادة عجيبة تجدد فكرك وروحك
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن "الذكر عملية شحن لروح الإنسان حتى يبدع في الحياة، وليس للآخرة فقط، فهو يعمل على تحسين الكيان الإنساني، تمامًا كالروح التي تبث بداخلك من عند الله، كأنها تجدد خلاياك وتجدد روحك".
وروى في هذا السياق تجربته مع الذكر التي كان له أبلغ الأثر في حياته، "فقد زادتني إشراقًا، وكذا عندما سألت الذين عشت معهم تجربة الذكر، لإخراج كتاب "حياة الذاكرين"، وكيف كان تأثيره عليهم، فقالوا لي: أن أحدث فينا تغييرًا، كأنه جدد خلايانا من داخلنا، وجدد حياتنا".
وأضاف خالد في خامس حلقات برنامجه "حياة الذاكرين"، إن "الذكر روح تتقذف في قلبك تحييك.. "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت".
"
هل هناك علاقة بين الذكر والإبداع؟
ما الذي يحصل بالضبط؟
هل للذكر علاقة؟
وتابع: "المشكلة ليست في أننا لا نستطيع أن نفكر، ولكن في أننا لا نستطيع أن نوقف التفكير، فأنت بحاجة لأن تكون هناك مساحة فارغة في عقلك، لأن الذاكرة لديك امتلأت، ولم يعد فيها مكان حتى تخرج من داخلك فكرة جديدة، وكل إنسان قادر على الإبداع حسب مجاله، بشرط أن يوقف التشويش، ويكون لديه مساحة في العقل تبدع وتولد أفكارًا جديدة".
وبين خالد أن "هذا ما يفعله الذكر، فهو يقوم بتصفية الذهن والروح، وهناك وسائل كثيرة حتى تخلي مساحة في عقلك من أجل أن تبدع، لا تنحصر فقط في الذكر، وإن كان أهمها، إلى جانب وسائل أخرى، مثل التأمل، الجلوس في مكان هادئ كما يفعل المبدعون والفنانون والرسامون والشعراء والأدباء، الذين يختارون أماكن هادئة بعيدًا عن صخب المدن، من أن أجل أن تكون لديهم مساحة في العقل ليس فيها تشويش، من أجل أن يستخرجوا أفكارًا جديدة".
وشدد خالد على أن "الذكر يقضي على التشويش بداخلك، ويخلي مساحة في عقلك، و20 دقيقة فقط كل يوم كفيلة بأن تفتح مساحة في دماغك من أجل الإبداع، وأن تكون صاحب أفكار غير تقليدية، متجددة دائمًا".
وأكد خالد، أن "الذكر له علاقة عجيبة تجعلك متجددًا بشكل دائم، وهناك آية في القرآن تؤكد ذلك.. "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"، من حلاوة الذكر، أصبحت الجبال متناغمة، تسبح معه، وكذا الطير".
ومضى قائلاً: "تخيل عندما يسمو الذكر، لدرجة أن الكون متناغم يذكر الله معك؟، لكن ما علاقة ذلك بالجملة التي تليها "يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"، الواو هنا حرف عطف، يعني ما هو قادم له علاقة بالماضي، "وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"".
ووصف خالد، سيدنا داوود بأنه "أول من اكتشف فكرة تطويع الحديد، الأنبياء هم من أحدثوا طفرات في حياة البشرية، وليس فقط المخترعون.. "وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ".. ماذا يعني؟، كل ما له علاقة بالصناعة مرتبط بتطويع الحديد، الصناعة كلها ابتدت بفكرة أن الحديد نقدر نستخدمه، بدون استخدام تطويع الحديد الذي اكتشفه سيدنا داوود لم تكن هناك ثورة صناعية ولا غيره".
لكن ما علاقة "يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ"، وبين حرف الواو " وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"؟، أجاب خالد: "عندما صفت روحه، وعاش مع ذكر الله بهذا الصفاء الكبير صفى عقله، وأصبح لديه مساحة كبيرة، فأبدع للحياة "إلانة الحديد"، فكان الذكر طريقة للنجاح في الحياة".
وتحدث خالد عن تجربته مع الذكر، قائلاً: "عشت بنفسي تجربة أن تبدع فكرة جديدة مع الذكر، فقبل 4أو 5 سنوات لم يكن لدي فكرة جديدة أقولها، تستطيع أن تقول أنني أنهيت المخزون الذى كان لدي، لكن شاء ربنا أن أعيش تجربة روحية عميقة مع ذكر الله، لم يكن هدفي منها الإبداع أو غيره".
.
وشدد على أن "هذا هو المهم أن تذهب إلى الله مرضاة له، بدون اشتراط، وبدون انتظار عائد ونتائج، أنت متوجه إليه لأنك بتحبه تعبده، لأنه يستحق أن يعبد، وليس من أجل الإبداع".
وتابع "وهذا ما فعلته فعندما ذهبت إليه كانت فكرة الإحسان ومنازل الروح، وهي فكرة تقليدية، إبداعية، لم تكن موجودة لدي من قبل، وهذا من أثر الذكر، فالإبداع في الحياة مرتبط بذكر الله".
وحث خالد على بدء تجربة الذكر، "بدون انتظار شروط، بدون أن تشترط على ربنا: "خليني أبدع"، اعبده وتذكره لأنه يستحق أن يذكر، اذكر الله كل يوم، لمد ربع أو ثلث ساعة، حتى تقضي على التشويش لديك، وتهدأ روحك وتسكن وتبدأ تتجدد من داخلك".
الوِرد اليومي:
• 100 استغفار.
• 100 لا إله إلّا الله.
• 500 الباقيات الصالحات.
- سبحان الله 100.
- الحمد لله 100.
- لا إله إلّا الله 100 (مرّة ثانية).
- الله أكبر 100.
- لا حول ولا قُوّة إلّا بالله 100.
وقال خالد: "ستشعر وقتها بأنوار وفتوحات، فالذكر باب الفتح الكبير، سيفتح أمامك فتوحات ويولد بداخلك، إشراقات وأنوار وتجديد وروح رائعة".
تجارب روحية
تجربة أخرى
وخلص خالد إلى أن "الذكر باختصار مثل الرصيد، تنفق منه وقت الأزمات، في المواقف الصعبة، أو عندما تحس أنها النهاية.. الذكر طمأنينة راحة بال وسعادة، يجعلك تنظر إلى الحياة بمنظور كله تفاؤل وطاقة إيجابية".
برامج اخري
برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني
برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد