عمر نبيل
عزيزي المسلم.. الحياة تريدك أن تظل طوال الوقت في وضع الاستعداد لأي مصاب أو بلاء أو فقد أو نقص.. والعبرة ليست بالحدث .. إنما العبرة باللطف الذي يحدث مع الحدث .. واليسر الذي مع العسر .. والرسائل التي تكون بين سطور الوجع.
والإنسان بالأساس هو الذي تعرض للأمانة وحملها، ومن ثم لابد له أن يختبر، قال تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا » (الأحزاب: 72).
واعلم أن التفاؤل ليس أن تتنكر للمصاب والألم، أو أن تتوقع أن يكون البلاء سهل وخفيف.. إنما التفاؤل أن ترى الخير الذي قد يكون مخبى بين الوجع والدرس من وراء البلاء والمصاب.. هنا كن مستعدا دائما.. فكل شيء أصبح للأسف وارد.. لكن الأهم أن تتعلم من كل درس.
اقرأ أيضا:
لو عايز تبقى مع النبي في الجنة.. داوم على هذه الأمور تكون رفيقًا لهإياك ولطم الخدود
في بداية أي مصاب، لا ينتظر العبد، ولا يفكر سوى في لطم الخدود، والاعتراض على قضاء الله عز وجل، مع أنه لو صبر وتلقى البلاء بقلب ثابت، لكانت النتيجة مختلفة.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم يوضح ذلك: «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا » (الكهف: 28).
وقد بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أن أكمل الصبر هو الذي يكون مع أول وقوع المصيبة، فقال عليه الصلاة والسلام: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».. إذن قف على قدميك واثبت واعلم أن الصبر والثبات من اليقين في الله، وغير ذلك من الاعتراض على قضاء الله!.
كيف تواجه مشاكلك؟
في مواجهة المصائب، علمنا المولى عز وجل ونبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، طرق ذلك، ووضعوا لنا الحلول اللازمة لكل موقف، ومن ذلك قوله تعالى: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45).
فإذا اشتد عليك البلاء، فقف بين يدي الله واشتكي له ما شئت، واطلب ما شئن، بيقين ثابت في أنه سبحانه قادر على رفع البلاء وتغيير كل شيء كان يرهبك ويخيفك، لاشك ستجد النتيجة، وكن على يقين في أنه بعد العسر لابد أن يأتي اليسر والفرج.
قال تعالى: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا » (الشرح: 5-6)، فلا يمكن أن يغلب عسر واحد يسرين.