مضطرة للالتزام بالبقاء في البيت مع زوجي النرجسي، بسبب العزل المنزلي الحالي ، كنت في السابق أتلهى عنه وانشغل بالعمل خارج المنزل، والانشغال مع الأولاد، والصديقات، وهو كان يقضي معظم وقته في مكتبه في الشركة التي يملكها، والآن أنا في خضم تعرضي للأذى النفسي منه، هو معظم الوقت يشعرني أنا والأولاد وكأننا أسباب الأزمة، ويرفض التطهير، وتعاركت معه لشراء
الكحول، وبعد شجار اشتريته ورفض هو استعماله، ويرى أن ما يحدث تهويل وغير حقيقي وأنه قوي ولن يصيبه شيء، ويحض الاولاد على ما يعتقده هذا كله، مما أدى إلى حدوث مشكلات يومية في البيت، كلنا أصبحنا نتشاجر مع بعضنا البعض، ما الحل؟
نور الهدى- مصر
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي نور الهدى..
لاشك أن العزل الآن بسبب تفشي فيروس
كورونا مشكلة طويلة وعنيفة، ونحن جميعًا مضطرون لتحمل هذه الأوضاع، لأنه من
الصحة النفسية أن نتقبل الواقع، ونتعامل معه، بلا مثالية مفرطة أو تشاؤم مفرط.
وهذه الأوقات الصعبة التي نمر بها جميعًا، هي اختبارات لمهاراتنا الإنسانية، ومناعتنا النفسية، وبالطبع الوضع وما هو مطلوب لمواجهته ليس سهلًا، وإنما سيحتاج منا إلى مجهود، ومثابرة، ومقاومة، على المستوى الجسدي والنفسي معًا.
وهناك في النهاية مكافأة لمن يتمكن من التعامل مع الضغوط والمشكلات بشكل صحي، أنه يتغير بعد الأزمة، فيصبح انسانًا أكثر حكمًا وبصيرة ونضجًا وقوة، ويصبح قادرًا على التعامل مع أي مشكلة أو أزمة تالية بثبات وعقلانية وهدوء.
هذا ما وددت أن أوضحه لك وأذكرك به في البداية.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟والآن بالنسبة لمشكلتك، وأنت بالمناسبة لست فيها وحدك، بل يعاني الكثيرون والكثيرات مثلك، فإن وجود أطفال في البيت بالنسبة إلى
الشخص النرجسي يعني وضعًا مزعجًا للغاية، وجود أوامر من شخص غيره وعليه اتباعها فيما يتعلق بالحظر والتطهير، إلخ، هي أيضًا أشياء صعبة جدًا بالنسبة إليه، وهذا كله وغيره مما يصعب مهمتك بالفعل، فهو لن يساندك في تعامل أو تربية أو إلتزام بل العكس، وهو ما حدث بالفعل بحسب رسالتك.
اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟أقدر معاناتك مع شخص لا تعنيه المشاعر ولا العواطف، ولا حالتك، ولا يقدر أيًا من ذلك ولا يوليه أي أهمية، وبالطبع أنت تعانين من ذلك، وأولادك، وربما العنف أيضًا.
والحل هو أن تجعلي توقعاتك تجاهه واقعية، بمعنى أن تذكري نفسك أنه لن يتغير، ولن تستطيعي ارغامه على استعمال الكحول وغيره من قواعد النظافة الشخصية، فقط حاولى وضع حدود ما استطعت لما يخصك والأولاد، وتفادي النقاشات، والانفعال العاطفي، ذكري نفسك أن كل تصرفاته هذه عادية ومتوقعة منه وليست جديدة ولا صادمة، فسيجعلك هذا تهدئين كثيرًا، اسحبي تركيزك ، لا تفكري في تصرفاته ولا تركزي عليها.
قللي تعرضك للأخبار السيئة، وانتقي ما تشاهدينه وتسمعينه، انتقي ما يقوي مناعتك النفسية، كالمضحك والمسلي من الاعمال الفنية، والقراءات، انفصلي عنه جسديًا قدر الامكان، بالجلوس بعيدًا في أماكن خاصة في البيت، بحجة الدعاء، الصلاة، قراءة القرءان، ممارسة الرياضة، والهواية كالرسم وأشغال الإبرة والطهي، والتواصل مع الأقارب والصديقات عبر التواصل الاجتماعي، الخلاصة، ركزي على نفسك واشغالها وكذلك الأولاد، ولا تركزي مع تصرفاته، وكوني لينة معه بحزم فيما يتعلق بصحتك وصحة الأولاد، وتذكري أن الأمر يحتاج إلى كثير من الذكاء والحكمة والصبر، ودمت بخير.