اعتنى الإسلام بالإنسان، وجعله مصانًا، مكرمًا، وخص
اليتيم بالنصيب الأكبر من الاهتمام، والحرص على مشاعره، ولا عجب إذا كان نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ولد يتيمًا، فلم يترك مناسبة إلا وأوصاها فيها باليتيم خيرًا.
وتحتفل مصر اليوم الجمعة باليوم العالمي لليتيم، وهي الفكرة التي تعود إلى ما قبل 17 عامًا، وأصبحت مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها في الجمعة الأولى من شهر أبريل.
وتعود فكرة الاحتفال بيوم اليتيم إلى عام 2003، حين اقترح أحد المتطوعين بجمعية "الأورمان"، أكبر الجمعيات العاملة في مجال رعاية الأيتام في مصر، بأن تنظم الجمعية حفلًا كبيرًا لعدد من الأطفال الأيتام التابعين لها أو لمؤسسات خيرية أخرى للترفيه عنهم.
اقرأ أيضا:
متى يبدأ "مركب النقص" وكيف تتخلص منه؟وكان الهدف من ذلك هو التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له ولما يريد، قبل أن تنتقل الفكرة من النطاق المصري إلى العربي، بعد أن حصلت الجمعية في عام 2006 على موافقة رسمية بإقامة يوم عربي لليتيم من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في دورته السادسة و العشرون، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يومًا مخصصًا للاحتفال بالأطفال اليتامى.
وجاء يوم اليتيم هذا العام وسط انتشار فيروس كورونا في العديد من الدول، والذي حد من حركة الناس، وقيدها، بعد أن لزم الكثير منهم بيوتهم، خوفًا من الوباء.
وجدد الأزهر دعوته إلى ضرورة الاعتناء باليتامى، والحنو عليهم، وإكرامهم، ورعايتهم، وحسن معاملتهم، وذلك بمناسبة "يوم اليتيم" الذي يوافق الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام.
وقال إن المعدن الإنساني الحقيقي يظهر جليًا وقت الأزمات، وأنه قد آن الأوان لتضافر جهود الجميع لضرب المثل في التضامن والتكافل المجتمعي.
وشدد الأزهر على أن الإسلام اعتنى باليتيم، وحافظ على حقوقه، وحث على حسن تربيته، والتودد إليه، وهو ما نص عليه القرآن الكريم في أكثر من عشرين موضعًا، منها قوله تعالى: " فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ" وقوله تعالى: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ".
كذلك نصت السنة النبوية على أن التكفل باليتيم يورث صاحبه رفقة النبي ﷺ في الجنة، فقد قال النبي ﷺ: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى".
ودعا الأزهر الجميع، حكومات ومنظمات وهيئات، إلى ضرورة العمل على تأمين الرعاية والكفالة الشاملة لليتامى، وبذل المزيد من الجهود لحمايتهم والتكفل بهم، في ظل عالم يموج بالأمراض والأوبئة والحروب، وتزداد فيه أعداد اليتامى يومًا تلو الآخر؛ حتى يتم حمايتهم من الضياع، وصونهم من الانحراف؛ ليكونوا نماذج تخدم أوطانهم ومجتمعاتهم.
وقال إن الإسلام أمر بتقديم الرعاية للأيتام من أجل ضمان تكافؤ الفرص بين الأطفال الذين نشأوا بين أب وأم، وبين أولئك الذين تركهم الوالدان أو أحدهما قبل البلوغ، قال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} [الضحى: 9].
وأوصى القرآن الكريم بعدم الأخذ من مال اليتيم بغير حق: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} [النساء: 2]، {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]
وكافل اليتيم يكون في الجنة بجوار النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: «كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة» وأشار بالسبابة والوسطى [رواه مسلم].