بعد أن هادن النبي صلى الله عليه وسلم قريشا، بعث إلى
الملوك والرؤساء ليدعوهم إلى الدخول في الإسلام، فكان الصحابي يحيي بن دحية الكلبي مبعوثه إلى هرقل ملك الروم، وأثناء عودته تعرض لعملية سطو.
وتفاصيل القصة أن الصحابي رفاعة بن زيد الجذامي لما قدم على قومه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه يدعوهم إلى الإسلام فاستجابوا له، ثم لم يلبث أن قدم دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر صاحب الروم حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقد أجازه وكساه.
وفي عودته لقيه أناس من جذام- فأصابوا كل شيء كان مع دحية ولم يتركوا عليه إلا ثوبا.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها فبلغ ذلك قوم من رهط رفاعة بن زيد ممن كان أسلم وأجاب، فنفروا إليه وقتلوا سالبيه، واستنقذوا لدحية متاعه.
وقدم دحية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في خمسمائة رجل ورد معه دحية.
فكان زيد يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة.
وقد اجتمعت بطون، منهم: غطفان كلها، وأقبل الدليل العذري بزيد بن حارثة وأصحابه حتى هجم بهم مع الصبح على الهنيد وابنه- كانا قد قاما بعملية السطو- ومن كان في محلتهم فأغاروا عليهم وقتلوا فيهم، فأوجعوا وقتلوا الهنيد وابنه.
وأغاروا على ماشيتهم ونعيم ونسائهم فأصابوا من النعم ألف بعير ومن الشاء خمسة آلاف شاة ومن السبي مائة من النساء والصبيان.
يقول أحد من شهد هذه السرية : «كنت في تلك السرية، فصار لكل رجل سبعة أبعرة أو سبعون شاة وصار له من السبي المرأة والمرأتان حتى رد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك كله إلى أهله».
وقد كانت سرية زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه إلى جذام من أرض حسمى وراء وادي القرى في جمادى الآخرة سنة ست من الهجرة.