لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية ردت علي هذا التساؤل بالقول :الأصل هو أن تتصرف في مالك كيفما تشاء بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، وأن المال لا يصير تركة إلا بموت الإنسان، وأما إعطاء الأولاد عطية وهبةفي حياتك، فالأصل فيها قول النبي – صلي الله عليه وسلم له: "فاتقوا الله واعدِلوا بينَ أولادِكم".
أما عن الكيفية فقد أوضحت اللجنة من خلال فتواهاالمنشورة علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن جمهور الفقهاء إلى قد ذهب إلي أنّ معنى التّسوية بين الذّكر والأنثى من الأولاد : العدل بينهم في العطيّة بدون تفضيل ،
ودللت اللجنة علي أهمية العدل بالقول إنّ الأحاديث الواردة في ذلك لم تفرّق بين الذّكر والأنثى، وهو ظاهر رواية ابن حبان: «سووابينهم» وحديث ابن عباس أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء»،
فتوي مجمع البحوث أشارت إلي قول الحنابلة ، والإمام محمّد بن الحسن من الحنفيّة، وهو قول مرجوح عند الشّافعيّة إلى أنّ المشروع في عطيّة الأولاد القسمة بينهم على قدر ميراثهم : أي للذّكر مثل حظّ الأنثيين ، لأنّ اللّه سبحانه وتعالى قسم لهم في الإرث هكذا ، وهو خير الحاكمين ، وهو العدل المطلوب بين الأولاد في الهبات والعطايا .
وأجازت الفتوي التفاضل بين الأبناء في الميراث إن كان له سبب، كأن يحتاج الولد لزمانته المرضيةأو لعمى ، أو لقضاء دينه، أو كثرة عائلته، أو للاشتغال بالعلم، أو نحو ذلك دونال باقين.
في نفس السياق ردت لجنة الفتوي بالمجمع علي تساؤل حول حكم الدين في تراجع الأب عن هبة وهبه في حياتهما بالقول إذا كان ما أعطاه الأب لابنه بيعا بمقابل ولو كان بسيطا فلا يجوزله استعادته إذا تسلمه الولد ، لأنه بالبيع خرج عن ملكه نهائيا وصار ملكا تام الولده ؟ .
لجنة الفتوي تابعت أما إن كان الإعطاء هبة بدون مقابل فهى حق للموهوب له بمجرد العقد حتى لو لم يقبضها كما قال مالك وأحمد، لكن أباحنيفة والشافعى شرطا القبض حتى تكون لازمة .
اللجنة شددت علي أن الرجوع فى الهبة حرام عند جمهورالفقهاء إلاإذا كانت من الوالد لولده فإن له أن يرجع فيها ، فقد روى أصحاب السنن -الترمذى وأبو داود والنسائى وابن ماجه - عن ابن عباس وابن عمر أن النبى صلي الله عليه وسلم قال "لا يحل لرجل أن يعطى عطية أو يهب هبة فيرجع فيها ، إلا الوالدفيما يعطى ولده " وحكم الوالد حكم الوالدة ويستوى فى الولد أن يكون كبيرا أوصغيرا.
اقرأ أيضا:
هل يدخل الجنة من مات طفلا؟اللجنة خلصت إلي أن جمهور العلماء نهي عن الرجوع في الهبة الا اذ كانت الهبة من الوالد أو الوالدة فيجوز لهم استعادة ما وهبه بدون أي شروط