أنا عمري 16 سنة، عندما كنت طفلة كان والداي يتشاجرون كثيرًا، لكنهم يحبون بعضهم البعض جدًا، حتى كبرت وأصيبت أمي بصدمة عصبية بسبب وفاة والداها.
ولأن والدي لا يعترف بضرورة الطب النفسي، لم يعالجها، وتطورت حالتها، وأصبحت تضحك بدون سبب، و تتشاجر لأتفه الأسباب، وتشتم الجميع.
وفي احدى المرات، تشاجروا ولم يكن في البيت إلا أنا ووالدي، فضرب والدتي وتعرضت مرة أخرى لصدمة عصبية، (أنا أقدر أن هذا مرض نفسي ) وفقدت الوعي، وبعدها أقنعنا والدي بأخذها إلى دكتور نفسي، و تحسنت الآن والحمد لله.
مشكلتي أنني كلما أتذكر هذه الظروف يضيق صدري كثيرًا، وأصبحت أخاف على والداي كثيرا، وأشك بأي شيء، ولدي وساوس بأنني لدي أمراض، وأحب الاطلاع على مشكلات الآخرين، وأنا خائفة أن أظل هكذا وأتغير من المرح والضحك والانطلاق وحبي للناس، وتفوقي الدراسي، وأصبح شخصية مختلفة خاصة أنني أصبحت أيضًا عصبية، وكنت أمارس العادة السرية ثم توقفت عنها، وكلما أسمع صوت الشجار في بيتنا أصبحت أرتجف، ماذا أفعل؟أرجو عدم ذكر الإسم- المغرب
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
أسعدتني رسالتك وآلمتني، أما السعادة فبسبب وعيك النفسي، وتقديرك لما يدور حولك، أما الألم فبسبب تعرضك خلال فترة الطفولة وحتى الآن لهذه الأجواء الأسرية غير السوية، فأجواء
الشجار والمشاحنات الأسرية تورث التوتر، والخوف، وعدم الإحساس بالأمان، والقلق، ولهذا كله تداعياته على الشخصية.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟ما نشأت فيه كان به الكثير والكثير من الأذى النفسي، ولابد من وقوع آثار عليك، فنحن نتأثر بما يحدث فينا وحولنا، بل ونكرره بشكل قهري وبدون وعي عندما نكبر.
لاشك أنك عانيت كثيرًا من انعدام أو قلة اشباع احتياجاتك النفسية، من قبول وتقدير وحب غير مشروط واهتمام وأمان إلخ، ولذلك كله آثارًا سلبية، حتى ممارستك العادة السرية كما ذكرت فهو غالبًا حدث كرد فعل لتوتر شديد ورغبة في تفريغه.
ما أود قوله لك، ألا تخافي، وألا تقلقي، وأنت الآن على عتبات النضج والرشد، وبالطبع كونك في مرحلة المراهقة يعني مرورك بالكثير من التغيرات، والتقلبات الهرمونية، وسيكون من الجيد، والمهم، انضمامك لمجموعات العلاج النفسي الجماعي" جروب ثيرابي"، وبما أنك على وعي ودراية نفسية جيدة كما وضح من رسالتك، فأمر قبول ذلك سيكون سهلًا، فهو سيساعدك يا عزيزتي كثيرًا على معرفة ذاتك، وتقديرها، في هذه المرحلة الحرجة، وكيفية التخلص من آثار التربية والتنشئة المؤذية في الطفولة، وكيفية التعامل بشكل صحي مع نفسك، واكتشافها، والتعامل الصحي مع أهلك، وتصحيح نظرتك للعلاقات، لأن النشأة وسط علاقات مشوهة هكذا تؤثر على علاقة الشخص بكل من حوله بداية من نفسه، ودمت بخير.