ربما يجلس الكثيرون محسورون، تملؤهم مشاعر الحزن والأسى لفقد الكثير من الملذات، والمتع، بل والضروريات الحياتية المعتادة بسبب ما أصاب العالم مؤخرًا من أزمة وبائية ذات آثار جسيمة، أبرزها بعد الإصابة بالمرض، العزل المنزلي، والابتعاد الإجتماعي، والامتناع عن اللقاءات والزيارات والفسح وزيارة المتاجر والمولات والمطاعم ومراكز الجيم وغيرها وصولًا لتعطل المشروعات والأعمال الخاصة.
وبنظرة منصفة، سنجد أن التحسر والحزن لا يفيد، ومحاصرة النفس بمثل هذه الأفكار السلبية ضرره أكثر من فائدته إن ثمة فائدة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟! اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟والتفكير الصحي المتوجب علينا فعله هو كيفية التأقلم والتعايش مع وضع مؤقت لا حيلة لنا فيه، بل والشعور بالامتنان لوجود نعم كثيرة وإن دقت، أو كانت مختفية في زحام انشغالات الحياة قبل العزل المنزلي وتم اكتشافها الآن.
ولتأثير "
الامتنان" الايجابي على صحة الشخص النفسية والجسدية، نذكرك عزيزي القارئ بعدد من النعم التي تستحق الامتنان في هذه الفترة العصيبة:
أولًا: كن ممتنًا ليوم كنت تشتاق
للاسترخاء فيه في السرير صباحًا أو ليوم كامل ولم تكن بوسعك فعل ذلك بسبب التزامك بمواعيد اللحاق بوسائل المواصلات والذهاب مبكرًا لمقر عملك.
ثانيًا: لعله من الجيد هذه الاقامة الجبرية التي ردت الأسر إلى دفء بعضها البعض ، يجتمعون على طعام، وأحاديث، ومواعيد نوم منظمة، وتبادل للنكات، واللعب معًا، والاستمتاع بمشاهدة فيلمًا كوميديًا معًا، إلخ
إن هذه العودة لدفء
الأسرة، والقرب المعنوي والجسدي بدلًا من الفردانية، والتفكك، نعمة تستحق الامتنان.
ثالثًا: إذا كنت ممن في استطاعتهم العمل عن بعد من المنزل أثناء هذه الفترة، فهذا أمر يستحق الامتنان، راتبك متوافر، ويمكنك التمتع بإقامتك في بيتك بدون التعرض لمشكلات الزحام ووسائل المواصلات.
رابعًا: لقد تم الإستغناء عن تناول وجبات سريعة غير صحية ومكلفة بسبب التواجد خارج البيت لفترات طويلة، وأصبحت تتحكم في نوعية طعامك، وكميته، وتكلفته، وامكانية طبخ الأصناف الصحية والمغذية، وتناول الفواكة والخضروات بسبب البقاء في البيت، وتوافر وقت لتحضيرها، وتنظيفها، وهذه نعمة تستحق الامتنان.
خامسًا: من النعم التي تستحق الامتنان، توافر وقت للتواصل مع الأصدقاء والمقربين عبر مكالمات الفيديو، والهاتف، بينما كنت في السابق منشغلًا طيلة أيام الأسبوع بالذهاب للعمل والعودة مرهقًا للنوم.
سادسًا: إذا كنت قد انتبهت لأهمية ممارسة التمارين الرياضية المنزلية، فتلك نعمة تستحق الامتنان، فلديك متسع من الوقت لذلك، والاستفادة بتحسين حالتك الصحية.
سابعًا: كنت تسوف كثيرًا طيلة سنوات عمرك الفائتة، قضاء وقت في الترويح عن نفسك بالعودة إلى ممارسة هواياتك، وعودتك لهواتك أمر يستحق الامتنان، ففضلًا عن الشعور بالسعادة ربما تتمكن من استغلال موهبتك في اقامة مشروعك الربحي الخاص بك.
ثامنًا: لاشك أن الاختلاء بنفسك ولو كان جبريًا، نعمة تستحق الامتنان، فنحن نحتاج إلى فترات من السكون، وعدم سماع شيء سوى صوت أنفاسنا، والتفكر في أنفسنا، وتنقية أفكارنا، والتأمل، والاسترخاء،وهذا متاح الآن، ويستحق الامتنان.
تاسعًا: تستطيع الآن فقط فرز محتويات مكتبتك، والجلوس لقراءة كتابك المفضل، المؤجلة قراءته منذ زمن بسبب الانشغال، واللهاث الدائم وراء تحصيل ضروريات الحياة، وهذه نعمة تستحق الامتنان.
عاشرًا: أعظم ما يستحق الامتنان في فترة انتشار مرض وبائي معدي، أن تكون بصحة جيدة، معافى من الأمراض والأوجاع، وأفراد أسرتك.
والآن، جاء دورك لإضافة المزيد مما تشعر بالامتنان لوجوده في حياتك، والمواظبة على ذلك يوميًا، فهذا كفيل ببرمجة عقلك على التفكير الايجابي، وادخال مشاعر السعادة، والرضى، والتقدير الدائم لأبسط النعم، وشكرها.