أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

كيف يؤثر العزل الذاتى على جهازنا النفسى؟ .. اختصاصية نفسية تجيبك

بقلم | ناهد إمام | الاحد 19 ابريل 2020 - 10:13 م
مع طول فترة العزل الذاتي، بدأت أعراضًا جانبية في الظهور على الناس حول العالم، ولكنها ليست بدرجة واحدة.

ومن الممكن أن نقسم الناس بحسب هذا الأعراض إلى ثلاثة أقسام رئيسة:

النوع الأول: ناس قلقة تمامًا، متوترة،  لدرجة إن حياتها توقفت تمامًا، لا تفعل شيء سوى شراء لوازم التعقيم والتطهير، وتنظيف البيت وغسل الأيدي، والتفكير في المستقبل بشكل سوداوي" سأفقد عملي، سأفلس، سأمرض بكورونا ولن يهتم بي أحد وسأموت"، وهؤلاء أغلب الوقت ستجدهم يتابعون أخبار المرض وأعداد الموتى.

النوع الثاني: وهذا النوع من الناس يمكنه متابعه عمله بشكل يومي معقول، ويلتزم بالتعليمات العامة، وأحيانًا ينجرف للإندماج في الحياة بشكل طبيعي وكأنه لا يوجد وباء، ولكنه سرعان ما ينتبه إلى نفسه و"يصحصح"، ويعود إلى تطبيق التعليمات مرة أخرى.

النوع الثالث: "النائم فى العسل"، وهو نوع من الناس يستخدم مفردات مثل " كله قسمه ونصيب، لكل أجل كتاب"، وهذا النوع يتعامل مع نفسه بحزمه من الحيل الدفاعية لكى يتجنب الإحساس بالقلق أو مواجهة المخاوف الذى تخترق مشاعره وأفكاره، فيغلفها بالإنكار، أو التجنب،  وأحيانًا " الإستعلاء" علي هذه المشاعر بالتهوين منها، والاستخفاف بها.


ثم ماذا بعد سرد أنواع الناس تجاه أعراض فنرة العزل الذاتي المنزلي؟!

أولًا: لا يمكننا تقييم هذه الأنواع الثلاثة من البشر، فلا يوجد أفضلية لنوع على آخر، بل ربما يمر الشخص الواحد بالأنواع الثلاثة في نفسه في اليوم الواحد، أو الموقف الواحد، وهو ليس أمرًا معيبًا ولا خاطئًا فالمهم أن يتم ذلك عن وعي.

ثانيا: نمط وتركيب الشخصية عامل مهم جدا للتعامل مع مثل هذه المواقف والأزمات، فالشخصية الهشة أو المرتبكة مثلا التي لا تمتلك مهارات حياتية تعينها على التعامل مع الضغوط، قد تظهر عليها أعراض جسمانية، مثل الصداع النصفي، أو الأرق أو الطفح الجلدى أو..... ( وتسمى الأعراض النفس جسدية) كبديل لمشاعر الخوف والقلق،  أو الشخصية التى بها بعض من السمات الوسواسية أو الإكتئابية، حيث يظهر عندها القلق والخوف الزائد والتمحور حول المشكلة، قد تعطل حياتها وتوقفها إلى حد كبير، أو  الشخصية البارانوية التي تواجه الضغوط والقلق بنظرية المؤامرة، وغيره من أنماط الشخصية المختلفة.(كلا يتجاوب حسب إمكانياته ومفاهيمه).

ثالثا: البيئة التى يعيش فيها الفرد لها دور مهم،  فعندما يشعر الشخص بالوحدة، وعدم الإحساس بالأمان أو الدعم من الدولة، والمجتمع،  ويفتقر إلى المعلومات الصحيحة والشفافية في التعامل، فيزيد لديه الإحساس بالخوف والقلق، ويتأكد لذهنه إنه وحده فى مواجهة هذه المشكلة بكل تداعياتها، فينغمس في البحث عن حلول ذاتية وسريعة، وهذا يزيد من الطين بله، فللأسف يفتقد الفرد في مجتمعاتنا إلى الثقة فى مصادر المسؤولية، ولذلك نجده كثيرا غير ملتزم بالتعليمات الصادرة منها والاعتماد على مصادره الخاصة.

وازاء هذا كله لابد من اتخاذ التالي:
الحفاظ على السلامة والحماية النفسية أهم شىء فى مثل هذه الأوقات، وذلك يتحقق من خلال ثلاث اضلاع للمثلث:

1- العلاقات الإجتماعية:المحافظة على التواصل مع الأصدقاء والأقارب والزملاء، وعدم الإنفراد بمخاوفنا وقلقنا ، بل يجب علينا مشاركة هذه المشاعر والأفكار مع أشخاص نثق فيهم، وندعوهم إلى ذلك أيضا.
فتقديم المساعدة للأخرين في وقت التعب النفسي يساعد على التعافى وطمأنة النفس،  وإذا أحتاج الأمر الذهاب إلى متخصص، نذهب فورا.

2- الروحانيات: الإهتمام بممارسة الهوايات والإهتمامات( حسب المتاح ) أو اللجوء إلى خلق فرص جديدة، مثل التعامل مع الإنترنت كبديل مؤقت لممارسة الرياضة أو اليوجا وغيره، لذا أكتب جرد يومى لمشاعرك وافكارك، واتفرج على طريقة تفكيرك، وأعرف ما أنت محتاج لتعلمه حتى تحمى نفسك، واحتفظ بما كتبته وأقرأه فيما بعد، وأفهم نفسك اكتر، واحرص على سماع الموسيقى،  الصلاة، تقديم المساعدة للأخرين، محاولة الاحتفال بالمناسبات الإجتماعية دون التعرض للمخاطر.

3- البيولوجي: الإهتمام بالنظافة الشخصية،  والذهاب إلى الطبيب عند الحاجة،  ووضع حدود مع الآخر،  وتوكيد الذات، والحفاظ على خصوصيتك ( لا تقم بالسلام باليد لإرضاء الآخرين أو خوفا من الحكم عليك، بأنك خواف أو ضعيف، أو تجعل أحد يفرض عليك قواعده ونظامه، لا تجيب على أسئلة لا تريد أن تجيب عليها، تعلم أن تقول لا )، وضع لنفسك قائمة بمهام يومية روتينية، وأخرى تريد عملها من زمن، وأخرى يمكن تأجيلها، وهكذا.

فى النهاية، أحيانا تكون الأوقات الصعبة، الضاغطة، جيدة، عندما تورطنا في "الوعى" بالذات أكثر، وأكثر، وبالتالي نستطيع إدارة أفكارنا ومشاعرنا والتحكم فيها بشكل أفضل،  وإعطاء فرصة لأنفسنا لاكتشاف إمكانيات شخصية لم نكن نحلم أننا نمتلكها بالفعل.

بقلم/ د. ألفت علام

استشاري علاج نفسي وإدمان




الكلمات المفتاحية

عزل ذاتي كورونا جهاز نفسي تأثير مشاعر أفكار تحكم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مع طول فترة العزل الذاتي، بدأت أعراضًا جانبية في الظهور.