تترد دائما بينا عبارة النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد"، وذلك في استنكاره عليه السلام لما قام به الصحابي خالد بن الوليد، في سرية بني جَذِيمة ، حيث لم يحسنوا أن يقولوا " اسلمنا"، فقالوا : " صبأنا"، فوضع فيهم خالد السيف.
وتفاصيل الواقعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالدا بن الوليد- حين افتتح مكة- داعيا ولم يبعثه مقاتلا، وبعث معه ثلاثمائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار ومعه قبائل من العرب، إلى بني جَذِيمة.
فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال خالد: ما أنتم؟ قالوا: مسلمون قد صلينا وصدقنا وبنينا المساجد في ساحاتنا وأذنّا فيها.
قال: فما بال السلاح عليكم؟ قالوا: «إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم فأخذنا السلاح» .
فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا، فقال رجل من بني جذيمة: «ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد، والله ما بعد وضع السلاح إلا الإسار وما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق، والله لا أصنع سلاحي أبدا.
» أفأخذه رجال من قومه فقالوا: « أتريد أن تسفك دماءنا إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس» . فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوروى الإمام أحمد، والبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالدا إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم «أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره» .
قال ابن عمر: «فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل أحد أمن أصحابي أسيره».
فلما وضعوا السلاح أمرهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم.
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا فقال: «رأيت كأني لقيت لقمة من حيس فالتذذت طعمها فاعترض في حلقي منها شيء حين ابتلعتها فأدخل علي يده فنزعه» .
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله هذه سرية من سراياك تبعثها فيأتيك منها بعض ما تحب ويكون في بعضها اعتراض فتبعث عليا فيسهله، فوقعت فيما فعله خالد في بني جذيمة.
وكان رجل من القوم قد تمكن من الهرب فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل أنكر عليه أحد؟» قال: نعم قد أنكر عليه رجل أبيض ربعة فنهره خالد فسكت عنه، وأنكر عليه رجل آخر طويل مضطرب فراعه فاشتدت مراجعتهما. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله: أما الأول فابني عبد الله وأما الآخر فسالم مولى أبي حذيفة.
قال عبد الله بن عمر في حديثه السابق: «فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرنا ذلك له فرفع يديه وقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع خالد» .. مرتين.
اقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصةاقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟