أسباب النزول من الموضوعات المهمة التي تعين القارئ للقرآن على فهم معاني الآية وسبب ورودها.. آيات كثيرة يقرؤها البعض يمر عليها في تلاوته دون أن يفهم معناها.. أو أنه قد يفهمه بشكل غير صحيح.. يزول هذا كله مع التعرف على سبب نزول الآية فهنا يتضح المعنى ويزول الإشكال.. ولهذا نستعرض خلال الشهر الكريم أسباب نزول عدد من الآيات والسور.. إعانة منا على فهم كتاب الله وتدبر معانيه..
قوله تعالى:" ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.."
ورد في سبب نزول قوله: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم فيه مسائل: ى: قوله تعالى : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه من رفع بالابتداء ، وأظلم خبره ، والمعنى لا أحد أظلم . وأن في موضع نصب على البدل من مساجد ، ويجوز أن يكون التقدير : كراهية أن يذكر ، ثم حذف . ويجوز أن يكون التقدير : من أن يذكر فيها ، وحرف الخفض يحذف مع أن لطول الكلام .
المراد بالمسجد في الآية:
وأراد بالمساجد هنا بيت المقدس ومحاريبه . وقيل الكعبة ، وجمعت لأنها قبلة المساجد أو للتعظيم . وقيل : المراد سائر المساجد ، والواحد مسجد (بكسر الجيم)، ومن العرب من يقول: مسجد (بفتحها) . قال الفراء : " كل ما كان على فعل يفعل ، مثل دخل يدخل، فالمفعل منه بالفتح اسما كان أو مصدرا ، ولا يقع فيه الفرق ، مثل دخل يدخل مدخلا، وهذا مدخله، إلا أحرفا من الأسماء ألزموها كسر العين، من ذلك:
المسجد والمطلع والمغرب والمشرق والمسقط والمفرق [ص: 74] والمجزر والمسكن والمرفق (من رفق يرفق) والمنبت والمنسك (من نسك ينسك)، فجعلوا الكسر علامة للاسم، وربما فتحه بعض العرب في الاسم" . والمسجد (بالفتح): جبهة الرجل حيث يصيبه ندب السجود . والآراب السبعة مساجد، قاله الجوهري .