ما يتردد حاليا عن الحديث النبوي المسمي بالصيحة التي ستضرب الأرض غدا الخامس عشر من رمضان الموافق ليوم الجمعة والجدل حول صحة هذا الحديث ا أمر حاول مرك الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية حسمه في هذا المنشور الذي بثه علي الصفحة الرسمية للمركز علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " .
المركز قال في المنشور :انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التَّواصل الاجتماعي بعض الشَّائعات والأباطيل المبنيّة علىٰ الخرافة، والتي لا مُستند يُعضّدها من صحيح العلم والدَّين، ولا نرىٰ في نشرها إلَّا بثًّا للخوف في قلوب النَّاس.
منشور المركز تابع قائلا :من ذلك انتشار حديثٍ نُسِبَ إلى سيِّدنا رسول الله ﷺ، عُرِفَ على الصَّفحات الإلكترونية بحديث «الهدَّة» أو«الصَّيحة» أو «النَّفخة» التي ستقع في رمضان هذا العام -لا قدّر الله-؛ لأن يوم الخامس عشر منه سيوافق يوم جُمُعة،
نصُّ الحديث المُتدَاوَل بحسب شبكات التواصل الاجتماعي جاء كالأتي عَنِابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَتْ صَيْحَةٌ فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهُ يَكُونُ مَعْمَعَةٌ فِي شَوَّالٍ، وَتَمْيِيزُ الْقَبَائِلِ فِي ذِيِ الْقَعْدَةِ،وَتُسْفَكُ الدِّمَاءُ فِي ذِيِ الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ، وَمَا الْمُحَرَّمُ»،يَقُولُهَا ثَلَاثًا، «هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، يُقْتَلُ النَّاسُ فِيهَا هَرْجًاهَرْجًا»
الصحابة الذين كانوا يستمعون لرسول الله صلي الله عليه وسلم تساءلوا موجهين خطابهم للنبي : قُلْنَا: وَمَا الصَّيْحَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَدَّةٌ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ،فَتَكُونُ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ، وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ، وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهِنَّ، فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، فِي سَنَةٍ كَثِيرَةِالزَّلَازِلِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَادْخُلُوابُيُوتَكُمْ، وَاغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ، وَسُدُّوا كُوَاكُمْ، وَدَثِّرُواأَنْفُسَكُمْ، وَسُدُّوا آذَانَكُمْ، فَإِذَا حَسَسْتُمْ بِالصَّيْحَةِ فَخِرُّوالِلَّهِ سُجَّدًا، وَقُولُوا: سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ،رَبُّنَا الْقُدُّوسُ، فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ نَجَا، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ هَلَكَ». [الفتن لنعيم بن حماد (1/ 228)]
مركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية رد علي مايتردد علي شبكة التواصل الاجتماعي بالقول : أن هذا الحديث مُنكرٌ لا تصحُّ نسبته إلى سيِّدنا رسول الله ﷺ، وحَكَمَ عليه بعض العلماء بالوضع والكذب كالإمام العقيليّ، والإمام ابن الجوزيّ، والإمام ابن القيم، والإمام الذهبيّ رحمهم الله،وغيرهم.
المركز ساق عديدا من الأدلة لتكذيب حديث الصيحة قائلا :هذا الحديث التَّاريخ يُكذِّبه؛ لكثرةموافقة الجُمُعة للخامس عشر من شهر رمضان الكريم دون هدَّة، أو صيحة، أو نفخة ولله الحمد.
مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية حذر كذلك مِن تَدَاول هذه المنشوراتِ وأمثالها؛لِمَا في نشْرها مِن بثٍّ للخوف، وترويجٍ للكَذِب على سيدنا رسول الله ﷺ والعلم والعلماء، والله سبحانه يحذِّر من الكذب والتعاون على الإثم فيقول: {وَتَعَاوَنُواعَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة المائدة: 2]، ويقولأيضًا: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [سورة ق: 18].