عمري 21 سنة وحدثت خصومة شديدة بيني وبين صديقة عمري، وآذيت مشاعرها بكلام جارح وقاسي، وبعدها اعتذرت ولكن العلاقة لم تعد كالسابق، أشعر أن صورتي أمامها تشوهت، وأنها لم تنسى ما حدث بيننا، وأن صداقتنا التي عمرها 10 سنوات قد تدمرت.
أنا خائفة أن تتركني تمامًا، ولا أدري ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، أقدر مشاعرك وحرصك على صداقتك، وأدعوك لعدم الخوف، فالحرص على العلاقات جيد بشرط أن تكون "علاقة صحية" سواء كانت صداقة، زواج، قرابة ، إلخ.
في العلاقة الصحية لا "نخاف"، نكون مطمئنين، وهناك عطاء، واهتمام، وقبول، واحترام متبادل وغير مشروط، فهل علاقتك بصديقتك هكذا؟!
قيود الخوف لا تصنع علاقة حقيقية يا صديقتي، خوف من اهتزاز الصورة بل وتوقع حدوثه، وخوف من المعاملة غير الجيدة، وخوف من الفقد، وقلق دائم .
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟العلاقة الحقيقية، الصحية، ليست رسمية، ليس فيها كبت للمشاعر الحقيقية، وارتداء للأقنعة، فلا مصارحة، ولا مكاشفة، وإنما تكلف، أو تزييف، أو أرضاء على حساب نفسك ومشاعرك، أو رسم لصورة الشخصية التي ترضي صديقتك وإلا تتركك، فلا ينبغي أن تغضبي، ولا أن تحزني، ولا ، ولا، ولا، ولا ، إلخ
في العلاقة الحقيقية ، الصحية، لا نخسر أنفسنا لنجد الرضى من الأصدقاء، شريك الحياة، الأقارب، إلخ فاستمرارنا في علاقات هكذا سمتها يؤدي إلى خسران الذات مع مرور الوقت.
وأخيرًا، العلاقة الحقيقية والصحية تستمر، ليست هشة، تكسرها الاختلافات في وجهات النظر، ويتم فقدها وخسارتها هكذا كما حدث معك، لا لشيء إلا لأنها كانت كبيت العنكبوت، ضعيفة لأنها بنيت على المخاوف.
والآن، ما الذي عليك فعله؟
أن تكسبي نفسك ولا تخسريها، وأن تتركي لصديقتك فرصة للتعبير عن ألمها مما حدث، وهنا، هناك احتمالات مختلفة عليك الاستعداد لقبولها، منها أن يذهب الألم بعد فترة من الوقت وتعود العلاقة مثل السابق وربما أفضل، أو تتحول إلى شكل آخر أقل عمقًا مما كانت عليه، أو تنقطع تمامًا.
هذا ما يمكنك فعله يا صديقتي، ودمت بخير.