يعد مبنى آيا صوفيا صرحًا فنيًا ومعماريًا فريدًا من نوعه؛ حيث يتميز بتصميم دقيق ومبهر، يقع المبنى في إسطنبول بمنطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد.
نشأة آيا صوفيا:
أنشئ آيا صوفيا أول ما أنشئ كاتدرائية أرثوذكسية شرقية سابقًا قبل أن يتحول إلى مسجد على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، ومن ثم إلى متحف ديني عام 1935م.
ظل المبنى على مدار 916 عامًا كاتدرائية تقام فيها الطقوس والعبادات المسيحية الأرثوذكسية، ثم تحول لمسجد مدة 481 عامًا، ومنذ عام 1935 أصبح متحفا، حتى اليوم الجمعة 10/7/2020مسجدا من جديد.
تاريخ آيا صوفيا:
بنيت كنيسة آيا صوفيا قديما على أنقاض
كنيسة أقدم أقامها الإمبراطور قسطنطين العظيم وانتهت في عام 360 في عهد الإمبراطور قسطنطينوس الثاني بعدما صدر فيه قرار بتحويله لأهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط، وسمي في البداية ميغالي أكليسيا أي (الكنيسة الكبيرة) ثم سمي بعد القرن الخامس هاغيا صوفيا أي (مكان الحكمة المقدسة)، وهذا ما تعنيه تسمية آيا صوفيا.
ويمتاز بناؤه العمراني بالبناء ذي المخطط الكاتدرائي ذي السقف الخشبي؛ وحين احترق مبنى كنيسة آيا صوفيا الأول في إحدى حركات التمرد ولم يبق منه شيئًا، واعاد بناءه الإمبراطور تيودوروس الثاني وفتحه للعبادة عام 415م، ومن الثابت تاريخيا أنه تم اكتشاف بعض بقايا هذا البناء في الحفريات التي قام بها البروفيسور أ.م.سنايدر عام 1936م؛ حيث عثر على بقايا درج المدخل وأحجار الواجهة والأعمدة وتيجان الأعمدة وقواعد الأعمدة والتزيينات والأفاريز وهي موجودة اليوم في حديقة آيا صوفيا وأسفل المدخل.
تطورات آيا صوفيا:
وبعدما تم بناؤه قرر الإمبراطور أيوستينيانوس الثاني بناءه بشكل أكبر وأعظم فكلف أشهر معماريي العصر في ذلك الوقت وقاموا ببناء الصرح القائم إلى الآن وقد امتدت مدة بنائه نح خمس سنوات دون الانتهاء من الزخارف، ثم افتتح للعبادة رسميًا عام 537م.
قبة مسجد آيا صوفيا:
كانت قبة مسجد آيا صوفيا رائعة الجمال والتطور في ذلك الوقت فقد كانت قبة ضخمة ليس لها مثيل من قبل حيث تبدو كأنها معلقة في الهواء، وكان ذلك أمرا طبيعيا إلى حد بعيد فقد أصبح لدى المهندس البيزنطي القدرة والخبرة القديمة الواسعة والمعرفة لابتكار ما هو ملفت وجديد، ووصف جمال المبنى أحد مؤرخي عصر جستينيان بأنه من شدة إعجابه به لم يطلق عليه اسم أي من القديسين بل أطلق عليه اسم الحكمة الالهية أو المقدسة «سان صوفيا» ثم قال "يا سليمان الحكيم لقد تفوقت عليك" ويقصد بذلك أنه تفوق ببنائه على النبي سليمان الحكيم الذي كان يسخر الجن لبناء الأبنية العظيمة، على حسب زعمه.
كنيسة آيا صوفيا تتحول لمسجد:
استمرت الكنيسة في الاستخدام كمركز للدين المسيحي لفترة طويلة حتى دخول الدين الإسلامي عام 1453م للقسطنطينية وكان لا يوجد للمسلمين في المدينة "جامع" ليصلوا فيه "الجمعة" التي تلت الفتح، فلم يسعف الوقت من تشييد جامع جديد في هذه المدة الزمنية الضئيلة، فأمر السلطان بتحويل "آيا صوفيا" إلى جامع، ثم بعد ذلك قام بشرائها بالمال، وأمر كذلك بتغطية رسومات الموزائيك الموجودة بداخلها ولم يأمر بإزالتها، حفاظًا على مشاعر المسيحين، وما زالت الرسومات موجودة بداخلها إلى الآن، وقد كان الفتح على يد السلطان محمد (الفاتح) ابن السلطان مراد الثاني الذي أكمل حلم والده وقام بفتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا)وظل هكذا حتى قام أتاتورك بتحويل المبنى إلى متحف.
آيا صوفيا يتحول من متحف لمسجد:
بعد مطالبات كثيرة لتحويله لمسجد حيث نظمت جمعية شباب الأناضول في 31 مايو 2014م فعالية لإعادته ونجحت في جمع 15 مليون توقيع للمطالبة بإعادة المتحف إلى مسجد أقيمت دعوى قضائية وقضت اليوم الجمعة العاشر من يوليو 2020 بالموافقة على قرار تحويله إلى
مسجد وبهذا الغي قرار تحويله إلى متحف واصبح مسجد بشكل رسمي وسط فرحة لجميع المسلمين حول العالم.