الفاروق عمر يعترف.. بروتوكول وعادة فرضتها نساء الأنصار
بقلم |
عامر عبدالحميد |
السبت 17 اغسطس 2024 - 05:41 م
كان المجتمع المكي التجاري يختلف عن مجتمع المدينة الزراعي اقتصاديا واجتماعيا. وعندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، دخلوا في عادات مجتمع المدينة، ليكتشفوا عالما جديدا من العادات، حيث ظهرت مفارقات حتى في عادات النساء، والتي احتواها جميعا الإسلام.
قصة آية "وإن تظاهرا عليه"
يقول ابن عباس: كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله- عز وجل- "وإن تظاهرا عليه"، فكنت أهابه حتى حججنا معه حجة، فقلت لإن لم أسأله في هذه الحجة لا أسأله فلما قضينا حجنا أدركناه، وهو ببطن مرو قد تخلف لبعض حاجاته. فقال: مرحبا بك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حاجتك؟ قلت: شيء كنت أريد أن أسالك عنه يا أمير المؤمنين، فكنت أهابك فقال سلني عما شئت، فإنا لم نكن نعلم شيئا حين تعلمنا. ويضيف ابن عباس : فقلت أخبرني عن قول الله تعالى: «وإن تظاهرا عليه» من هما؟ قال: لا تسأل أحدا أعلم بذلك منّي. ويقول عمر في جوابه : كنا بمكة لا يكلم أحدنا امرأته، إنما هي خادم البيت، فإن كان له حاجة سفع برجليها فقضى حاجته. فلما قدمنا المدينة، تعلمنا من نساء الأنصار، فجعلن يكلمننا ويراجعننا وإني أمرت غلمانا لي ببعض الحاجة، فقالت امرأتي: بل اصنع كذا وكذا، فقمت إليها بقضيب فضربتها به، فقالت: يا عجبا لك، يا ابن الخطاب تريد أن لا تكلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه نساؤه. وتابع عمر في جوابه : فخرجت فدخلت على حفصة، فقلت؟ يا بنية، انظري لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عنده دينار ولا درهم يعطيكهن، فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك فسليني.
ريح مغافير
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس، ثم دخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن، فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها، وإنها أهديت لحفصة بنت عمر "عكة عسل" من الطائف أو من مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يسلم عليها حبسته حتى تلعقه منها أو تسقيه منها، وأن عائشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجارية حبشية عندها يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلي عليها، فانظري ما يصنع فأخبرتها الجارية بشأن العسل، فأرسلت عائشة إلى صواحبتها، فأخبرتهن، وقالت إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح معافير. ثم إنه دخل على عائشة فقالت: يا رسول الله، أطعمت شيئا منذ اليوم فإني أجد منك ريح مغافير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد شيء عليه أن يوجد منه ريح شيء، فقال: هو عسل، والله لا أطعمه أبدا حتى إذا كان يوم حفصة قالت: يا رسول الله، إن لي حاجة إلى إن نفقت لي عنده، فأذن لي أن آتيه فأذن لها، ثم وإنه أرسل إلى جاريته مارية، فأدخلها بيت حفصة، فوقع عليها، فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقا، فجلست عند الباب. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فزع ووجهه يقطر عرقا، وحفصة تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: إنما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمتك بيتي ثم وقعت عليها على فراشي، ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن، أما والله ما يحل لك هذا يا رسول الله، فقال: والله، ما صدقت: أليس هي جاريتي، قد أحلها الله تعالى لي، أشهدك أنها علي حرام، ألتمس بذلك رضاك، انظري لا تخبري بذلك امرأة منهن، فهي عندك أمانة. فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة، فقالت ألا أبشري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم أمته، فقد أراحنا الله منها. فقالت عائشة أما والله، إنه كان يريبني أنه كان يقبل من أجلها، فأنزل الله تعالى: "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك"،ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم «وإن تظاهرا عليه» فهي عائشة وحفصة، وزعموا أنهما كانتا لا تكتم إحداهما للأخرى شيئا.