كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا، واستقبل غزو عدو كثير فوضح للمسلمين أمر غزوته، ليتهابوا أهبة غزوهم وأخبرهم بوجه الذي يريده.
وداع النبي للجيش
وكان صلى الله عليه وسلم إذا لم يغزّ بنفسه، مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم، ثم قال: انطلقوا على اسم الله، ثم قال اللهم أعنهم، كما فعل مع النفر الذين وجههم إلى قتل كعب بن الأشرف أحد زعماء اليهود.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن أشيع غازيا، فأكفه على رحله غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها».
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا وأسامة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوصية النبي للجيش
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه، قال: "اخرجوا بسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا لا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا ولا أصحاب الصوامع".
وروى ابن عمر- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية أمّره عليها، فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نقضها فعمه، فأرسل من خلفه أربع أصابع، فقال: هكذا يا ابن عوف فاعتم، فإنه أعرب وأحسن، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يدفع إليه اللواء، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: اغزوا جميعا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، فهذا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منتشر فيكم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر من قلة.