كان من سمات النبي صلى الله عليه وسلم السهولة واللين والبشر والأسماء الحسنة، لذلك كان يتعاهد أصحابه ويلاطفهم في تغيير أسمائهم التي ورثوها من أسماء البيئة الجاهلية.
وقد لقي رجل سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ببطن نخلة فقلت له: ما اسمك؟
قال: ما أنا بمخبرك عن اسمي، سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة.
قلت: ولم سماك سفينة؟ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فثقل عليهم متاعهم، فقال: ابسط رداءك فبسطه، فحطوا فيه متاعهم، ثم حملوه علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احمل، فإنما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ، وقر بعير وبعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل عليّ.
وعن بريدة- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكان كلما بقي شيء حمله علي وسماني الزاملة.
وقالت رائطة بنت مسلم عن أبيها- رضي الله تعالى عنه-: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فقال: ما اسمك؟ قلت غراب، قال: لا بل اسمك مسلم.
وروى أنس- رضي الله تعالى عنه- أن أمة لعمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- كان لها اسم من أسماء العجم، فسماها عمر- رضي الله تعالى عنه- جميلة.
فقال عمر: بيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: أنت جميلة، فقال عمر- رضي الله تعالى عنه-: خذيها على رغم أنفك.
وحكى الصحابي عبد الرحمن بن أبي سبرة قال: دخلت أنا وأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأبي: هذا ابنك؟ قال: نعم، قال: ما اسمه؟ قال: الحباب، قال: «لا تسمه الحباب، فإن الحباب شيطان، ولكن هو عبد الرحمن».
وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء جماعة: منهم عبد الله بن أبي بن سلول وكان يسمى الحباب وقال: حباب اسم شيطان.
كما غيّر اسم الحصين بن سلام الحبر عالم أهل الكتاب سماه عبد الله.
وعن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بأرض، يقال لها غدرة فسماها خضرة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها