أنا شاب عمري 25 سنة ومشكلتي هي أنني لا أعرف كيف أتعامل مع "الإساءة"، أحيانًا أغضب وأتشاجر، وأحيانًا أنعزل، وأحيانًا أخرى أهجر من أساء لي، مهما كانت درجة قرابته، وبالتالي اتضرر نفسيًا للغاية، وكذلك علاقاتي بالناس.
ماذا أفعل لكي أتجاوز الإساءة ؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقي..
أقدر تمامًا ما تعانيه، وأنت محق.
ومن المهم بالفعل تعلم التعامل الصحي مع "الاساءة"، فلا حياة ولا علاقات تخلو من التعرض لها.
وحتى يمكنك التجاوز عن الاساءة أنت محتاج لأمرين، أولهما أن يعترف المسئ لك بإساءته، ويعتذر، وأن يخبرك أنه يحاول ألا يكرر ذلك معك.
وبما أنه من الممكن ألا يحدث كل هذا، فحينها سيكون عليك التوجه نحو نفسك، فنحن أقدر على "التغيير" مع أنفسنا لا الآخرين، وتبدأ في ادارة الأمر، فتبذل جهدًا من قبلك لتغيير صورتك الذهنية عن هذه الاساءة في دماغك، وتتكيف معها بحيث تقلل من المشاعر المؤلمة المصاحبة لها، أو تختار "الصبر" وهو يعني قبول هذه المشاعر المؤلمة، وذلك كله بالطبع يختلف من موقف لآخر ومن شخص لآخر ، فمعاملة المسئ القريب كالأب والأم مثلًا تختلف عن اساءة جار، زميل عمل، صديق.
من المهم يا صديقي أن يكون لديك وعي بأن هذا المسئ فعل لسبب لديه، يخصه ، لا يخصك، فهو مثلًا خذلك وبخل عليك عندما احتجت مالًا وطلبت منه وهو يملك، وعيك هنا بأنه تصرف هكذا لأنه عانى في حياته منذ طفولته من حرمان وبخل من والده، سيجعلك تتفهم سبب اساءته، وربما تعذره، ولا تلتفت لإساءته فتؤثر بك، المهم يا صديقي بالفعل هو ألا تؤثر بك الإساءة، فحماية نفسك من هذا هو المطلوب دائمًا في أي علاقة، وما ذكرته من صبر، لا أعني به أبدًا الاستسلام، فهو خاص مع علاقات الدم والرحم ومطلوب وهو لا يعني أبدًا أن تكون مستباحًا لإساءاتهم وتتركها تؤثر بك، معنى الصبر ألا تتهور، ألا تتشاجر، ألا تطلق لغضبك العنان.
لاشك أن الأمر محتاج لكثير من الذكاء الوجداني يا صديقي، والحكمة، وادارة المشاعر، والصبر بإعطاء الوقت الكافي لذلك كله، ودمت بكل خير وسكينة ووعي.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟