كان الصحابي أبو الدرداء عويمر بن عامر رضي الله عنه نسيجا وحده، ونموذجا متفردا في العبادة بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
نقل عنه كلمات ومواعظ بليغة تدلّ على حسن عبادته وسمته ، حيث يقول: إنما أخشى من ربي أن يدعوني على رءوس الخلائق فيقول: يا عويمر، فأقول: لبيك رب، فيقول: ما عملت فيما علمت؟
وقال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه: أوصني، فقال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير.
الحث على التفكير
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه، تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
وعن عوف بن مالك، أنه رأى في المنام قبة من آدم، ومرجا أخضر، وحول القبة غنم ربوض، تجتر وترعى العجوة، فقلت: لمن هذه القبة؟
قيل: لعبد الرحمن بن عوف، وانتظرنا حتى خرج فقال: يا عوف، هذا الذي أعطانا الله بالقرآن، ولو أشرفت على هذه البنية لرأيت ما لم تر عينك، ولم تسمع أذنك ولم يخطر على قلبك، أعده الله لأبي الدرداء لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: إنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله، ثم ترجع إلى نفسك، فتكون لها أشد مقتا منك للناس.
وقال: ويل لمن لا يعلم، ولو شاء الله لعلمه، وويل لمن يعلم ولا يعمل، سبع مرات.
وقال: ابن آدم عليك نفسك، فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه.
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام عليومن جميل مواعظه:
لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم.
وكان أيضا يقول: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أ1نفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى والإثم لا ينسى.
وقال: حبذا المكروهان: الفقر والموت.
وقال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك، وأن تباري الناس في عبادة الله عز وجل، إن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله.
قال أهل التاريخ: كان أبو الدرداء رضي الله عنه فقيها، عابدا قارئا، أحد الأربعة الذين أوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه أصحابه أن يأخذوا العلم عنهم.
وكان تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم أراد العبادة والتجارة، فلم يجتمعا له، ثم ترك التجارة وآثر العبادة، وقال: لا أقول إن الله لم يحل البيع، ولكن أحب أن أكون من الذين " لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله".
فاتته بدر، فاجتهد في العبادة، فقال: إن أصحابي سبقوني، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان.
توفي بدمشق قبل قتل عثمان رضي الله عنه، سنة اثنتين وقيل سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة.