للأسف بتنا في هذه الأيام، يتكرر نوع جديد من الارتباط يسمى (ارتباط الكسل)، وهو قد يكون أقرب لمصطلح (زواج الصالونات سابقًا، لكن أكثر سوءًا، أي أن الشاب أو الفتاة يوافق على الارتباط هكذا دون أي مقدمات، أو تفكير، أو حتى يرى هل هناك تكامل أو التقاء، أو قبول معنوي، فتكون النتيجة للأسف فشل ذريع.
آخر سبب كنا نتوقعه أن يأتي يومًا .. وتكسل فيه أن ترتبط .. ليس لأنك لا تريد الارتباط، وإنما لأنك غير قادر على الارتباط.. لا تتخيل أنك ستظل تشرح من أنت.. أو كيف تبدأ الحديث مع الطرف الآخر، وإلى ماذا ستصل؟.. فكيف تتخيل بعد أن يكون (فاتك القطار)، تأتي إحداهن وتقول لك: «انت هتنزل وتخرج مع أصحابك وتسيبني ؟؟!».. أو تتخيلي بعد كل هذا العمر ويأتي أحدهم ويقول لكِ: «هو إيه لازمة إللي بتعمليه ده ».. وبعد (لف ودوران) لا تجدا أي عامل مشترك بينكما.
الاجتهاد من أجل الارتباط
إذن عزيزي الرجل والمرأة، الزواج يحتاج إلى مجهود، كي يتم على أكمل ما يكون، لا يجوز التسرع فيه، أو مجرد بضع كلمات عن الطرف الآخر، كأنها كل المعلومات، وأنها تكفي.. لأن الزواج حياة كاملة، فيجب أن تعلم مع من ستعيش بقية عمرك كله.
فإياك أن ترتبط وأنت في حالة كسل، لأن أي ارتباط يحتاج لجهد مضاعف من الطرفين، يحتاج إلى خُلق و نِفس وصبر واحتواء ومجهود كبير.. شرط أن تكون مازلت قادرًا على الانبهار بالطرف الآخر.. وتكون قادر على أن تسمع له (التغزل فيك) وأنت سعيد، وليس كأن شيئًا لم يكن!
اقرأ أيضا:
زوجي يتهمني بالعناد وأنه الرجل ومن حقه فعل ما يشاء.. ما الحل؟أن تحب هذه الكلمات
فأن ترتبط، يجب عليك أن تستمع بهذه الكلمات من الطرف الآخر: (مش ممكن .. كل ده استحملته لوحدك ؟!.. إنت إزاي كده يا ( روحي ) !.. هعوضك عن كل إللي فات يا ( عمري ) .. إنت كنت فين من زمان يا ( قلبي ) ؟! لأنك حينها ستكون سعيدًا، ولديك انطباع جيد على ضرورة الاستمرار، أما أن ترتبط بشكل روتيني فلن تؤثر فيك هذه الكلمات أبدًا، وإنما كل ما في الأمر أنها ستكون مجرد كلمات عابرة على مسامعك وفقط.
بالتأكيد هذه النصائح ليست لمن لا يفكر في الزواج الآن، أو من مازال أمامه الطريق طويلا نوعًا ما، لأن التفكير في الارتباط دون أن تكون مستعدًا، سيبسبب لك ألمًا كبيرًا، وربما التعجل.. وحينها ربما تقع في مشكلة أكبر، وهي الاختيار دون تمعن.. لكن في كل الأحوال تريث وتمهل واختار (واختاري) من يناسبك، لأن القادم طويل ويستحق حسن التدبر وحسن الاختبار.