كثيرون تعدوا أدبهم ولم يقدروا مقام النبوة، وغرّهم تواضع النبي صلى الله عليه وسلم فطالتهم عقوبات، حيث دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت دعواه مُثْلة في حياتهم ومن بعدهم.
أبو ثروان:
أخرج النبي من بين إبله كان يستأنس بها، فدعا عليه بالشقاء والبقاء،فشاخ حتى كان يتمنى الموت.
وقد كان راعيا لإبل بني عمرو بن تميم فخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش فخرج فدخل في الإبل، فرآه أبو ثروان فقال: من أنت؟
قال: «رجل أردت أن أستأنس إلى إبلك»، قال: أراك الرجل الذي يزعمون أنه خرج نبيا.
قال: «أجل» . قال: اخرج فلا تصلح إبل أنت فيها، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم أطل شقاءه وبقاءه»
قال الراوي: فأدركته شيخا كبيرا يتمنى الموت، فقال له القوم: ما نراك إلا قد هلكت دعا عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: كلا إني قد أتيته بعد حين ظهر الإسلام، فأسلمت فدعا علي واستغفر ولكن الأولى قد سبقت .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاعقوبة بالحمّى:
كما دعا صلى الله عليه وسلم بالحمّى على بني عصيّة، حيث روي عن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قنوته: «يا أم مَلْدم – اسم الحمى- عليك ببني عصية، فإنهم عصوا الله ورسوله» ، فصرعتهم الحمى.
كما أجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم علي "ليلى بنت الخطيم"، حيث روي عن ابن عباس رضي الله، أن ليلى بنت الخطيم أقبلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مولّ ظهره للشمس فضربت على منكبه فقال: «من هذا أكله الأسود».
فقالت:أنا بنت مطعم الطير ومباري الريح، أنا ليلى بنت الخطيم، جئتك لأعرض عليك نفسي تزوجني.
قال: «قد فعلت» ، فرجعت إلى قومها فقالت: قد تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: بئس ما صنعت أنت امرأة غيرى والنبي صلى الله عليه وسلم صاحب نساء تغارين عليه فيدعو الله عليك، فاستقيليه نفسك.
فرجعت، فقالت: يا رسول الله أقلني. قال: «قد أقلتك» فتزوجها مسعود بن أوس، فبينما هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم فأكل بعضها، وأدركت فماتت.
كما دعا صلى الله عليه وسلم على امرأة كانت تفشي السر بين أزواجه، حيث كانت تنقل كلام أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعضهن إلى بعض فتلقي بينهن الشر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فماتت.