كثرت للأسف هذه الأيام المشاجرات والخلافات بين الزوجين، ورغم أن لكل هذه الخلافات لاشك أسبابها، ربما يكون الزوج فيها السبب أو أحيانًا الزوجة، أو تدور حول (مصروف البيت) أو (تربية الأولاد) وهكذا، وهي أمور مكررة، لكن ما المانع أن يكون هناك سببًا آخر (رئيسيًا) وراء كل ذلك!.
لربما ونؤكد (ربما) أن يكون أحدهم دخل بيتك وأبصر أمورًا اعتبرها عظيمة أو جميلة، ولفتت انتباهه، وبالتالي حدثته نفسه عنك وعن حياتك وبيتك وأسرتك، وهنا الكارثة، لأنه (ربما أيضًا) دون أن يشعر (أكلك بعينه)، فكانت سببًا في وقوع مشاكل لا حصر لها بينك وبين أهل بيتك.. لكن لو هذا حدث، ما الحل إذن؟.
التقسيم الإلهي
بالأساس قسم الله بيننا معيشتنا، فهذا يملك كذا، وهذا يملك شيئًا آخر، وهكذا، وهي حكمة الله تعالى في خلقه، لكن بالتأكيد بما أننا بشر، قد يكون بيننا أحد ما لا يملك شيئًا غيره يملكه، وهنا تبدأ المشكلة، بأن ينظر له فيما منحه الله عز وجل، فيقع الحسد، قال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً » (الزخرف: 32).
بالأساس لكي لا يقع الناس في هذه المشكلة، علينا أن نصفي قلوبنا قدر المستطاع، لأنه ليس بحل أن تدخل منزلا، تجد فيه أمرًا يعجبك، فتفرط في الإعجاب به، فتكون النتيجة حسد لأهل هذا المنزل، وبالتالي ما ينتج عن ذلك من وقوع خلافات بين أهل هذا البيت، ربما يصل الأمر لحد الطلاق، وربما أكثر من ذلك، والأساس كانت عينًا أصابت أمرًا فقضت عليه.
اقرأ أيضا:
ماذا أقول لطفلي عند وفاة قريب لنا؟كيف تحفظ نفسك؟
عزيزي المسلم، إذن كيف تحفظ نفسك من هذه العيون الحاسدة، وما أكثرها هذه الأيام، قم بترديد قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » (الفلق: 1 - 5)، بشكل مستمر، فهي ليست مجرد آيات تتلى وإنما كلمات يحفظ الله بها عباده المحافظين عليها، ولكن وهم يرددونها بثقة ويقين في الله عز وجل.
واعلم أيضًا أن الحاسد إنما هو عدو لأي نعمة قد ينعم الله بها عليك، لذا في كل مرة يعطيك الله عز وجل شيئًا، اشكره ولا تتردد، فبالشكر تزداد النعم مهما كان حقد الحاقدين، أيضًا إذا وقع بك مصاب ما، فالجأ إلى الله عز وجل، واعلم أنما الأمر كله بيده سبحانه، قال تعالى: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ » (التغابن11).