كان حذيفة بن قتادة المرعشي رحمه الله من زهاد الشام وعباّدهم.
وكان يقال في حقه: خمسة ما رأينا مثلهم قط: إبراهيم بن أدهم، ويوسف بن أسباط، وحذيفة بن قتادة، وبهيما العجلي، وأبا يونس القوي رضي الله عنهم أجمعين.
وكان حذيفة يقول: لو جاءني رجل فقال لي: والله الذي لا إله إلا هو، يا حذيفة ما عملك عمل من يؤمن بيوم الحساب لقلت له: يا هذا لا تكفر عن يمينك فإنك لا تحنث.
وقال حذيفة: ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة القلب.
وقال حذيفة لأحد رفاقه: إنك ربما أصبت الحكمة فوق مزبلة فإذا أصبتها فخذها، فحدثت به ابن أبي الدرداء، فقال: صدق , نحن مزابل، وهو ذا عندنا حكمة.
وقال حذيفة: قيل لرجل كيف تصنع في شهوتك؟ فقال: ما في الأرض نفس أبغض إلي منها، فكيف أعطيها شهوتها.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟وقال حذيفة لو أصبت من يبغضني على حقيقة في الله لأوجبت على نفسي حبه.
وقال: إن لم تخش أن يعذبك الله على أفضل عملك فأنت هالك.
وقال لو نزل عليّ ملك من السماء يخبرني أني لا أرى النار بعيني وأني أصير إلى الجنة إلا أن أقف بين يدي ربي تعالى يسائلني ثم أصير إلى الجنة، لقلت لا ولا أقف ذلك الموقف.
وقال موسى بن المعلى قال لي حذيفة: يا موسى ثلاث خصال لم ينزل من السماء خير إلا كان لك فيه نصيب: يكون عملك لله، وتحب للناس ما تحب لنفسك، وهذه الكسرة تحر فيها ما قدرت.
وقال حذيفة: لأن أدع كذبة أحب إليّ من أن أحج حجة.
وقال حذيفة: إياكم وهدايا الفجار والسفهاء، فإنكم إن قبلتموها ظنوا أنكم قد رضيتم فعلهم.
وقال رجل: أتينا على ابن بكار , فقلنا: حذيفة المرعشي يقرأ عليك السلام فقال: وعليكم وعليه السلام، إني لأعرفه يأكل الحلال منذ ثلاثين سنة، ولأن ألقى السلطان عيانا أحب إلي من أن ألقاه، قلت له في ذلك قال: أخاف أن أتصنع له فأتزين لغير الله فأسقط من عين الله.
وقال حذيفة: بلغنا أن مطرف بن الشخير سمع رجلا يعرفه وهو يدعو اللهم اللهم مرتين لا ترد القوم من أجلي فقال: هذا العارف بنفسه.