من الكتب المصورة والشعر إلى المذكرات والصحف، تعد القراءة عادة يتم ممارستها مدى الحياة، ويمكن أن يكون لها فوائد قوية على صحتك، وفيما يلي خمس فوائد صحية مثبتة للقراءة ونصائح لقراءة المزيد، وفقا لما نشره موقع "إنسايدر".
تقوي الروابط في عقلك
القراءة تسهل تكون الروابط الجديدة بين أجزاء مختلفة من الدماغ، وقد وجدت دراسة صغيرة عام 2013 أن قراءة رواية تزيد من التواصل بين أجزاء الدماغ التي تتحكم في معالجة اللغة، كما أحدثت تغييرات طويلة المدى في القشرة الحسية الجسدية الثنائية، وهي جزء من الدماغ يعالج المعلومات الحسية.
وتقول صابرينا رومانوف، أخصائية علم النفس السريري في مستشفى لينوكس هيل، إن القراءة تخلق خلايا عصبية في الدماغ، وهي عملية تعرف باسم تكوين الخلايا العصبية، والخلايا العصبية هي خلايا ترسل الرسائل وتنقل المعلومات بين مناطق مختلفة في الدماغ.
وتضيف رومانوف، "قراءة المواد التي تتطلب التفكير والجهد لتخيل ما يتم وصفه تؤدي إلى تكوين خلايا عصبية جديدة في دماغك، وتعمل هذه الخلايا العصبية أيضًا على زيادة الروابط العصبية الجديدة".
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟تمنع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر
يشمل الإدراك القدرة على التعلم والتذكر وإصدار الأحكام، والانتباه والذاكرة هما جانبان من جوانب الأداء الإدراكي وعلى الأرجح يتأثران بالعمر، ويعتقد العلماء أن القراءة يمكن أن تقلل من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر وتحمي الوظيفة المعرفية.
وقد وجدت دراسة كبيرة استمرت 14 عامًا ونُشرت في عام 2020، أن أولئك الذين يقرؤون مرة واحدة أو أكثر في الأسبوع كانوا أقل عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي على فترات 6 و 14 عامًا، وبعد 14 عامًا، كان كبار السن الذين يقرؤون كثيرًا أقل عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي مقارنة بمن لا يقرؤون كثيرًا.
حتى أن القراءة مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، حيث تتبعت دراسة كبيرة جدًا في عام 2018 في الصين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر على مدار خمس سنوات، ووجدت أن المشاركة في أواخر العمر في الأنشطة الفكرية مثل القراءة كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بعد عدة سنوات.
تقلل من مستويات التوتر
وجدت الأبحاث أن القراءة لمدة 30 دقيقة فقط يمكن أن تقلل من العلامات الجسدية والعاطفية للتوتر، كما قارنت دراسة صغيرة أجريت عام 2009 على طلاب جامعيين بدوام كامل بين تأثيرات اليوجا ومقاطع الفيديو المرحة والقراءة على مستويات التوتر.
ووجدت الدراسة أن الطلاب الذين قرأوا المقالات الإخبارية لمدة 30 دقيقة قد شهدوا انخفاض في المؤشرات الجسدية للتوتر، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم.
وخلصت الدراسة إلى أن القراءة المواد "المحايدة"، أو المواد التي لا تثير شعورًا عاطفيًا قويًا، تبعث على الاسترخاء وتقلل من إثارة الجهاز العصبي الودي الذي يوجه استجابة الجسم للمواقف المجهدة والمخاطر، ومع ذلك، قد لا تكون قراءة الأخبار مريحة للجميع، بدلاً من ذلك، يمكنك اختيار الروايات أو القصص القصيرة أو مواد القراءة الأخرى.
اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشرتساعدك على العيش لفترة أطول
ليست القراءة مفيدة لصحة الدماغ فحسب، بل إنها مرتبطة أيضًا بحياة أطول، حيث وجدت دراسة كبيرة مدتها 12 عامًا نُشرت في عام 2017، أن قراءة الكتب مرتبطة بانخفاض بنسبة 20٪ في خطر الوفاة مقارنة بمن لم يقرؤوا الكتب.
وقد لا تتسبب القراءة في أن تعيش لفترة أطول من تلقاء نفسها، ولكنها قد ترتبط بنمط حياة صحي شامل وانخفاض خطر الموت المبكر.
تحسن الذاكرة والتركيز
في حين أن الدماغ ليس عضلة، فإنه لا يزال يستفيد من التمارين، وعلى غرار الطريقة التي تجعل بها رفع الأثقال أجسادنا أقوى، فإن القراءة عملية تتطلب الكثير من الإدراك ويمكنها تقوية الذاكرة والتركيز.
وعندما يقرأ البشر، نقوم بإنشاء "خريطة ذهنية" للنص المكتوب، وتساعدنا هذه الخريطة الذهنية على معالجة الكلمات التي نقرأها وتساعدنا في استدعاء المعرفة والذاكرة، كما أن روتين القراءة المنتظم يساعد الدماغ على ممارسة العمليات العقلية التي تساهم في عمل الذاكرة.
كما تعالج أدمغتنا أيضًا الكلمات المكتوبة عقليًا كما لو كنا نكتبها، وهذه العمليات تتطلب جهدا ذهنيا وتركيزا، ومع التعزيز المستمر، سيكون هناك قدرة أكبر لعمل الذاكرة.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2013 على كبار السن من الرجال والنساء، أن الأشخاص الذين شاركوا في أنشطة صعبة عقليًا مثل القراءة والكتابة كان لديهم معدل أبطأ من تدهور الذاكرة في وقت مبكر وفي وقت لاحق في الحياة مقارنة بأولئك الذين لم يشاركوا في مثل هذه الأنشطة.
اقرأ أيضا:
وبدأ موسم الرمان.. فوائد سحرية لقلبك ومناعتك والوقاية من هذه الأمراضكيف تجعل القراءة عادة؟
تقول أوما نايدو، طبيبة نفسية غذائية ومديرة الطب النفسي للتغذية ونمط الحياة في مستشفى ماساتشوستس العام، إن أسهل طريقة لبدء قراءة المزيد هي جدولتها في حياتك اليومية.
وكما هو الحال مع أي نشاط يعزز صحة الدماغ بشكل أفضل، مثل كيفية تناول الطعام أو النوم أو ممارسة الرياضة، نحتاج إلى توفير مساحة لهذه للقراءة، وقد يكون تخصيص نصف ساعة أو ساعة، على سبيل المثال، قبل النوم أو أثناء استراحة بعد الظهر فكرة جيدة للتأكد من أنك تقرأ.
وتتضمن النصائح الأخرى لبدء قراءة المزيد ما يلي:
- احتفظ بكتاب معك عند السفر أو الذهاب إلى العمل
- قراءة الأخبار كل صباح
- قراءة الكتب حول الموضوعات التي تريد معرفة المزيد عنها أو التي تهتم بها
- قراءة كتاب قبل مشاهدة نسخة الفيلم
- الحصول على بطاقة المكتبة
وفي النهاية عليك أن تتحلى بالصبر، فالقراءة، مثل أي مهارة، تستغرق وقتًا لتطويرها.
اقرأ أيضا:
"حدائق الشيطان".. الشباب والفتيات يقعون في المحظور.. وهناك من يبتزهم؟ اقرأ أيضا:
مسجد قبة الصخرة.. ما علاقته بالمسجد الأقصى؟.. وهل الصخرة من الجنة ومعلقة بين السماء والأرض؟