في عام 2005 اقترح الفيزيائيان، ستيفن هسو (جامعة أوريغون) وأنتوني زي (جامعة كاليفورنيا)، أن هناك رسالة محتملة في إشعاع الخلفية للكون يمكن تشفيرها في أشعة الكون البدائية، والتي تسمى الخلفية الكونية الميكروية (CMB).
وبعد أكثر من عقد من الزمان، قام عالم الفيزياء الفلكية مايكل هيبكي من مرصد Sonneberg في ألمانيا وBreakthrough Listen بالبحث عن هذه الرسالة، حيث قام بترجمة التغيرات في درجة الحرارة في الخلفية الكونية الميكروية (CMB)، إلى تيار بت (وحدة ناقلة للمعلومات) ثنائي.
ونشر بحث هيبكي والنتائج التي توصل إليها في مجلة arXiv ، وبالتالي لم تتم مراجعته بعد من قبل النظراء.
وتعرف الخلفية الكونية الميكروية (CMB) بأنها بقايا مفيدة بشكل لا يصدق للكون المبكر. ويعود تاريخها إلى نحو 380 ألف سنة بعد الانفجار العظيم. وقبل ذلك، كان الكون مظلما تماما ومعتما، وساخنا وكثيفا لدرجة أن الذرات لا يمكن أن تتشكل، وكانت البروتونات والإلكترونات تتطاير في شكل بلازما مؤينة.
ومع تبريد الكون وتمدده، يمكن لهذه البروتونات والإلكترونات أن تتحد لتشكل ذرات هيدروجين محايدة في ما نسميه عصر إعادة التركيب. وأصبح الفضاء واضحا، ويمكن للضوء أن يتحرك بحرية من خلاله لأول مرة.
وما يزال هذا الضوء الأول قابلا للاكتشاف حتى اليوم، وإن كان ضعيفا جدا، فهو يغطي كل الفضاء المعروف.
ونظرا لأن الكون المبكر لم يكن موحدا، فإن اختلافات الكثافة في حقبة إعادة التركيب تظهر اليوم في تقلبات طفيفة جدا في درجة حرارة الخلفية الكونية الميكروية (CMB).
وترجم هيبكي هذه الاختلافات في درجة حرارة الخلفية الكونية الميكروية إلى سلسلة من البتات (تسلسل ثنائي)، حيث افترض الفيزيائيان هسو وزي أن الخلفية الكونية الميكروية هي "أكبر لوحة إعلانية في السماء، ومرئية لجميع الحضارات التكنولوجية"، وبالتالي، يمكن ترك رسالة "ستكون متطابقة لجميع المراقبين في المكان والزمان، ويمكن أن يكون محتوى المعلومات كبيرا بشكل معقول (آلاف البتات)"
ومع ذلك، وجد هيبكي أن هناك العديد من المشكلات في هذه الادعاءات، أهمها أن الخلفية الكونية الميكروية (CMB) ما تزال تبرد. وكانت درجة حرارتها الأولية نحو 3000 كلفن وتبلغ حاليا 2.7 كلفن. ومع استمرار تقدم الكون في العمر، سيصبح إشعاع CMB في النهاية غير قابل للكشف ويختفي، ويمكن أن يحدث هذا في غضون 10 ديسيلليون سنة (40 صفرا بعد 10).
ووفقا لـ هيبكي، من المستبعد جدا أن تظهر الخلفية الكونية الميكروية (CMB) بنفس الشكل في السماء لمراقبين مختلفين في مواقع عديدة. ولا يمكننا أيضا رؤية الخلفية الكونية الميكروية بالكامل، بسبب انبعاث مجرة درب التبانة.
وبناء على هذه القيود، يقدر هيبكي أن محتوى "رسالة المنشئ" المحتملة سيكون أقل بكثير من آلاف البتات، التي افترضها الفيزيائيان هسو وزي، وتكون 1000 بتات فقط. وبدءا من هذا، حلل عالم الفيزياء الفلكية تقلبات درجة الحرارة في الخلفية الكونية الميكروية (CMB)، التي سجلها القمر الصناعي بلانك ومسبار ويلكينسون لتباين الميكروويف (WMAP). وباستخدام مجموعات البيانات هذه، استخرج دفق البتات الخاص به، وقارن نتائج كل مجموعة للعثور على بتات مطابقة، لكنه فشل في العثور على "أي رسائل مهمة في تدفق البت الفعلي".
وقال: "يمكننا أن نستنتج أنه ربما لا توجد رسالة واضحة من السماء في الخلفية الكونية الميكروية (CMB). ومع ذلك، ليس من الواضح هل فعلا هناك منشئ للكون، وإذا كنا نعيش في محاكاة أو تمت طباعة الرسالة بشكل صحيح في القسم السابق، فقد فشلنا في فهم مغزاها".
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر