كانت زوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة زينب بنت خزيمة تلقب بـ " أم المساكين"، حيث كانت تصنع الطعام بيدها وتقدمه لهم.
وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أول أزواجه لحوقا به "أطولهن يدًا"، فلما توفيت علموا أن المقصود ما كانت تقوم بفعله للمساكين وليس طول يد الحقيقي.
أبو المساكين:
وكان رسول الله صلى الله علي وسلم أيضًا يلقب جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه- بـ " أبي المساكين"، حيث كان رضي الله عنه خير الناس للمساكين.
وقد كان جعفر بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- يحب المساكين، ويجلس معهم، ويحدثهم، ويحدثونه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه أبا المساكين.
فضائله:
يقول أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب المطايا ولا لبس الكور بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر- رضي الله تعالى عنه-.
وروى أيضا أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أسمح أمتي جعفر» .
وحكى ابنه عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه- قال: كنت أذا سألت عليا، فمنعني قلت له: بحق جعفر، أعطاني.
يطير بجناحين مع الملائكة:
يقول عبد الله بن عباس- رضي الله تعالى عنهما-: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس فوضع عبد الله ومحمد بن جعفر على فخذه، ثم قال: «إن جبريل أخبرني أن الله تعالى استشهد جعفرا، وإن له جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة» ثم قال: «اللهم اخلف جعفرا في ولده» .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا : «رأيت جعفر بن أبي طالب في الجنة ذا جناحين يطير منها حيث شاء، مضرجة قوادمه بالدماء» .
وعن عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «هنيئا لك يا عبد الله بن جعفر، أبوك يطير مع الملائكة في السماء» .
استشهاده:
يقول عبد الله بن الزبير: «حدثني- أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة قال: شهدت مع جعفر بن أبي طالب وأصحابه- رضي الله تعالى عنهم- فرأيت جعفر حين التحم القتال، اقتحم على فرس له أشقر ثم عقره، وقاتل القوم حتى قتل، وكان أول من عقر في الإسلام» .
وعن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل فعبد الله بن رواحة».
قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين طعنة ورمية.