العديد من الأزواج قد يراودهم هذا السؤال بشأن العلاقة الحميمية وهو "ما هو المعدل الطبيعي والأمثل لممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين؟" وهذا السؤال يصعب الإجابة عليه بشكل قاطع، لأن الأمر يختلف حسب العمر والحالة الاجتماعية والظروف المحيطة بالزوجين.
على سبيل المثال، في بداية الزواج يمارس الزوجان العلاقة الحميمة بكثرة وتكرار ناتج عن الاشتياق والرغبة الشديدة، التي تهدأ مع الوقت وتتأثر بظروف كل منهما، أيضًا في حالة الرغبة في حدوث حمل حتى لو بعد سنوات من الزواج، فالزوجان يمارسا العلاقة الحميمة بشكل أكبر، وبعدد مرات أكثر عن الأوقات العادية. كما قد تتأثر العلاقة الحميمة أيضا بظروف تعب الزوج والزوجة والحمل والولادة والسفر، وما إلي ذلك من ظروف قد تطرأ على الحياة الزوجية في أي سن وأي توقيت.
ولكن الأكيد كما يقول خبراء العلاقات الزوجية أن العلاقة الحميمية تهدأ وتصبح بعدد مرات ثابتة كلما تقدم العمر بالزوجين، فتبدأ متكررة في أول الزواج، ثم مرتين إلى ثلاثة أسبوعيًا، لتصل إلى مرة أسبوعيًا أو كل أسبوعين في منتصف العمر.
وإن كانت عدد مرات ممارسة العلاقة الحميمة المثالية للمتزوجين لمختلف الأعمار هي من مرة إلى مرتين أسبوعيًا، ربما تزيد أو تنقص حسب الحالة الصحية والنفسية للزوجين، فلا يوجد مقياس ثابت للجميع، وإن كان الخبراء يوصون بالمحافظة على العلاقة الحميمة بشكل كبير، أي ممارستها كلما استطاع الطرفان ذلك، لأنها تعزز الحب والتفاهم والصحة الجسدية والنفسية بين الزوجين.
ومعروف أن الجنس وثيق الصلة بالمتعة البشرية وليس بالتناسل والتكاثر فقط، خاصةً بمرحلة الشباب. وتثير غالبيتنا تساؤلات مثل:هل نحن نجيد ممارسة هذه العلاقة بشكل جيد؟ هل هناك من هو أفضل مني بالجنس؟ ما هو العدد المثالي للممارسة الحميمة؟ عن هذه الأسئلة وسواها، أجابت دراسة حديثة أجراها معهد كينزي The Kinsey Institute، المختص بدارسة العلاقات الجنسية للبشر في الفئات العمرية المختلفة. وتلفت صحيفة الإندبندنت إلى أن لا سبيل لتحديد "المعدل الأمثل" لممارسة الجنس للأشخاص، غير أنه يمكن تحديد المعدل المتوسط لكل فئة عمرية وعقد مقارنة بما نقوم بالفعل ومعرفة التناقضات في ما بينها. كما تشير الصحيفة إلى بعض نقاط الضعف في الدراسة مثل "محدودية العينة"، ما يعني عدم وجود داعٍ لقلق الأشخاص الذين تختلف معدلات ممارستهم للعلاقة الحميمة بالزيادة أو النقصان. كذلك تبرز أهمية الدراسة في توضيح مزايا الجنس الصحية والنفسية مثل خفض ضغط الدم والتغلب على التوتر والقلق وتحسين المزاج والنوم. ما هي أهم النتائج؟
الأزواج من 18 -29 عاماً
توصلت الدراسة لنتيجة غير مفاجئة، مفادها أن الشباب يمارسون المعدل الأعلى للجنس إذ يفقد الغالبية منهم عذريتهم خلال المراهقة: الرجال في سن الـ16 تقريباً في المتوسط، أما الإناث ففي سن الـ17 في المتوسط. ويمارس الشباب من 18-29 عاماً الجنس 112 مرة في السنة.
من 30 – 39 عاماً
تتغير الكثير من الأفكار كلما زاد نضج الفرد، ويعد الحرص على الاستقرار الأسري وتوطيد العلاقات العائلية الاتجاه الأكثر شيوعاً في مرحلة الثلاثين، مما يصاحبه انخفاض في معدلات الجماع بحسب الدراسة. ويحظى الأفراد في هذه السن بـ86 ممارسة جنسية مرضية على مدار العام في المتوسط، أي مرة كل أسبوع على الأقل.
لا سبيل لتحديد المعدل الأمثل لممارسة الجنس، غير أنه يمكن تحديد المعدل المتوسط لكل فئة عمرية...
معدل الجنس لدى الشباب من 18-29 هو 112 مرة في العام والمعدل في الثلاثينات هو 86 مرة في العام أو مرة كل أسبوع
من 40- 49 عاماً
عند الوصول لمنتصف العمر يحدث انكماش في العلاقات الجنسية، وتؤثر في الرغبة عوامل عدة، مثل إنجاب الأطفال والحياة الأسرية والضغوط اليومية. ويقتصر معدل ممارسة هؤلاء للجنس على 69 مرة في السنة.
في سياق متصل، نشرت مجلة "صحة المرأة" نتائج بحث يحمل نتائج مغايرة إذ يؤكد أن الذين تزوجوا مدة 65 عاماً أو أكثر يمارسون الجنس بنسبة 42% مقابل 35% للمتزوجين مدة 50 عاماً، و40% للمتزوجين مدة 25 عاماً. البحث الذي شمل 1600 من الأزواج، تراوح أعمارهم بين 57 و85، وتزوجوا لفترات متفاوتة، حسب بيانات National Social Life, Health and Aging Project، يوضح أن 65% من المتزوجين حديثاً يمارسون الجنس مرتين إلى ثلاث شهرياً. ويبيّن صمويل ستروب ، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد لعلم الاجتماع بجامعة لويزيانا Louisiana State University، أن معدل الممارسة الجنسية في هذه السن المتقدمة لا يبلغ مرتين أو ثلاثاً شهرياً إلا أنه يسير في الاتجاه نفسه مع مرور السنوات.
يجيب المركز الدولي للطب الجنسي بأن الإجابة على هذا السؤال صعبة ومن غير الممكن تحديد معدل "مُرضٍ" أو "ملائم" لجميع الشركاء إذ تتحكم عوامل خارجية كثيرة في العلاقات، منها الصحة، والحالة المزاجية، وقوة العلاقة نفسها، والانشغال بالعمل أو رعاية الأطفال، والتقدم في العمر، وهذه كلها بالطبع تختلف من شخص لآخر. ولفت إلى أن "كثرة الممارسة" لا يعكس بالضرورة سعادة الأزواج ورضاهم، مشيراً إلى دراسة أجراها الباحثون في Carnegie Mellon University، على 64 من الأزواج الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و65 عاماً. وبعد أن طلب من نصف أفراد العينة مضاعفة معدلات ممارستهم للعلاقة الحميمة أسبوعياً، لقياس مستويات السعادة ومقارنتها بالمرحلة السابقة، تبين أنه لم يحدث أي تحسن بل انخفضت بدرجات بسيطة، وعزا الباحثون ذلك إلى حدوث انخفاض في عفوية العلاقة ودرجة الإثارة بسبب زيادة عدد مرات الممارسة.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟