مرحبًا بك يا صديقتي..
كان الله في عونك.
أتفهم تمامًا المعاناة التي عشتها مع زوجك، فالمدمن "مريض"، وليس شخصًا فاسدًا كما يشاع، بل هو مريض، وبأصعب مرض نفسي على الاطلاق بحسب الأطباء والاختصاصيين النفسيين، وأنت كنت ولازلت مصاحبة لهذا المريض بهذا المرض.
خاض زوجك رحلته في العلاج والتعافي، وهذا جيد، ولكن لم انقطع التواصل مع الطبيب النفسي الذي عالجه؟
صديقتي..
إن قصة الادمان، عميقة، وطويلة، غالبًا، فهناك مرحلة ما قبل الادمان ومرحلة الادمان ومرحلة ما بعد الادمان.
هناك أوضاع، وظروف، وسمات شخصية، وتشوهات في الشخصية، واضطرابات نفسية، مهدت لحدوث الإدمان، فهو لا يحدث من فراغ، أبدًا، فربما ما تشكين منه الآن هو بعضًا من هذا، والزوج تعافى من الإدمان فقط، ولكنه لم يتعافى من شيء من هذه الأشياء، التي ربما هو يعاني من بعضها، أو منها مجتمعة، لذا سألتك: لم انقطع التواصل مع الطبيب النفسي؟
أما مرحلة الادمان نفسها للمخدرات، فأنت لم تذكري عنها أي تفاصيل، فبحسب الأطباء أيضًا هناك أنواعًا من المخدرات تسبب أمراضًا نفسية، وهذه تحتاج للتعافي منها، فالبعض يتعافى بالاقلاع عن الادمان والبعض لا، ولذا سألتك : لم انقطع التواصل مع الطبيب النفسي؟!
وأخيرًا، مرحلة العلاج وما بعدها من تعافي، فهذه أيضًا لم تذكري عنها تفاصيل مناسبة، ومهمة، إذ أن هذه المرحلة بها أعراض انسحاب، وهي تكون شديدة، وقاسية، تختلف من شخص لآخر بحسب شدة الادمان وطبيعة الشخصية، لكنها على أية حال ليست سهلة، ولا تمر بدون صعوبات، وتحديات، ولذا سألتك: لم انقطع التواصل مع الطبيب النفسي؟!
ما ذكرته من شكوك، وهلاوس، أعراض مرضية بالتأكيد، هذه كلها سلوكيات تستدعي التواصل مع طبيب زوجك النفسي، للتشخيص الصحيح، وتلقي العلاج المناسب، أو أي طبيب نفسي آخر، ماهر، ثقة، المهم، لابد من الطبيب، لا توجد حلولًا أخرى.
قبل التفكير في الطلاق، وهو قرارك وحدك، حاولي إكمال قصتك مع هذا الزوج بهذه الخطوة، ثم بعدها لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها