بشر النبى صلى الله عليه وسلم نسائه بأن أسرعهن لحوقا به أطولهن يدا، فكانت السيدة زينب بنت جحش أول نسائه لحوقا به لما كانت تقوم به من عمل عظيم، وليس لأجل أنها الأطول بين نسائه.
اقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟وتقول عائشة- رضي الله تعالى عنها-: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «أولكن لحاقا بي أطولكن يدا» قالت: فكن يتطاولن أيهن أطول يدا، قالت: وكانت أطولنا يدا زينب، إنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق.
وتضيف: فكن إذا اجتمعنا في بيت أحدنا بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نمد أيدينا في الجدار، نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش.
وكانت المرأة امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنما أراد طول اليد بالصدقة.
زهدها وورعها:
وصف النبي صلى الله عليه وسلم- السيدة زينب بأنها أواهة، حيث دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منزله ومعه عمر بن الخطاب فإذا هو بزينب تصلي وهي تدعو في صلاتها، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «إنها لأواهة» .
وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب-: إن زينب بنت جحش أواهة.
فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: الخاشع المتضرع، وإن إبراهيم لحليم أواه.
وتقول السيدة ميمونة بنت الحارث إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال-: إنها أواهة قالت عائشة: لقد ذهبت حميدة فقيدة مفرع اليتامى والأرامل.
قصة عجيبة:
وروت برزة بنت رافع قالت: لما جاءنا العطاء بعث عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما دخل عليها قالت: غفر الله لعمر، لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا؟
قالوا: هذا كله لك، قالت: سبحان الله، واستترت منه بثوب، وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لي: أدخلي يدك واقبضي منه قبضة، فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتامها ففرقته حتى ما بقي منه بقية تحت الثوب فقالت لها برزة بنت رافع: غفر الله لك يا أم المؤمنين! والله، لقد كان لنا في هذا حظ.
قالت: فلكم ما تحت الثوب، فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يديها إلى السماء، وقالت: اللهم، لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا فماتت.