مرحبًا بك يا صديقتي..
بالطبع من المهم أن يشعر الشخص بالراحة النفسية في مكان السكن، وليس هذا من الرفاهيات التي لو بالاستطاعة تنفيذها يمكن التقاعس عنها، كما أن من حقوق الزوجية أن يكون المسكن وفقًا لرضى الزوجين وراحتهم النفسية، لا أحدهم دون الآخر.
أتفهم أن الرجال يميلون للإستقرار المكاني وعدم الميل للتغيير، أو حتى الالتفات للأمر، واضافة عبء التفكير في الامر واتخاذ القرار وتنفيذه.
مهمتك صعبة.
نعم، مهمتك صعبة، خاصة وأنه رفض بالفعل كما ذكرت في رسالتك.
لذا وجب التركيز على مهاراتك الاقناعية، فنحن النساء، وعلى الرغم من قدرتنا على تحمل الضغوطات الحياتية، والمسؤوليات، والأدوار المتعددة، سواء كان ذلك خارج البيت أو داخله، إلا أن البعض منا تفتقد لأسلوب الإقناع، وهو شيء قد يؤدي للخسارة في النقاش مع الزوج.
ولأن الإقناع "مهارة"، فمن الممكن اكتسابها، وتطويرها، وهذا هو المطلوب منك يا سيدتي.
ومن طرق تطوير مهارة الاقناع لديك، تحديد الوقت المناسب للحديث حول أمر الانتقال، الذي هو ليس أثناء انشغاله، أو عندما يكون وضعه المزاجي غير مستقر أو بعد عودته من العمل، بل اختيار يوم إجازة، وقت هادئ، يكون مزاجه أثناؤه جيد، وتبدأي بنقاش عام، حتى الوصول للنقطة التي ترغبينها بالتحديد، ولا تترددي أثناء النقاش أن تخبريه أنه على حق، إذا ما شعرت أنك ستفقدين السيطرة على الأمور، أخبريه أنك تتفهمين وجهة نظره، وانه على حق، لكن ربما لو فكرت في الأمر من منطلق آخر سوف تصلك الصورة كاملة، وتبدأي في الحديث عن وجهة نظرك.
سيدتي، عبارة "حبيبي أتفهم وجهة نظرك وأنت محق"، لها مفعول السحر، فستشعره بالرضى، ومن ثم يهدأ النقاش بينكم، مما يمنحك الفرصة لشرح وجهة نظرك.
من المهم أيضًا أن تتحلي بالمرونة والصبر الجميل، فلو اكتشفت أن الوقت لم يكن مناسبًا كما توقعت، فلا بأس من التأجيل، وتكرار المحاولة، في وقت آخر أكثر مناسبة.
أنت أيضًا بحاجة لاكتشاف نفسك، ومعرفة نقاط قوتك، واستغلالها بصورة جيدة في إدارة دفة النقاش، هل هي خفة دمك ومرحك، مثلًا، أم أنت تتمتعين بالتفكير بشكل منطقي، وسرد المشكلة بصورة مرتبة، واستنتاج الحلول، أم أن منحك الحب والاهتمام لزوجك هو ما طريقك لعقله وقلبه؟!
وحدك من يعرف، ووحدك من يمكنه تفعيل نقاط القوة هذه.
كذلك، من المهم أن تستعدي جيدًا قبل النقاش، رتبي أفكارك، واستعدي بردود منطقية، فلا تتحدثي مع زوجك دون دراسة الوضع من جميع جوانبه، لإبطال حججه للرفض، فلا يجد مفرًا إلا بالاقتناع التام بوجهة نظرك.
المرونة، ثم المرونة، ثم المرونة يا سيدتي، ومنها أن تغيري الأسلوب والاستراتيجيات الاقناعية لديك، فتكرار الأمر بالطريقة نفسها، والإلحاح المتواصل، أو كما يسميه الرجال "الزن"، غيرمجدي، خاصة لو كان الزوج عصبي، أو عنيد.
غيري طريقتك في طرح الموضوع، التوقيت المناسب، الإنتظار لفترة بين كل مرة للنقاش، فمن المهم ألا تكوني أنت السبب لعدم مرونتك، وذكائك للوصول لطريق مسدود مع زوجك.
أما النقاش نفسه حول أمر الانتقال، فهو يحتاج منك إلى اشعار الزوج أنك تتفهمين قلقه، وتوتره، وتحدثي معه بصراحة عما يقلقه، هل هي الالتزامات المالية، والميزانية التي تتطلب للانتقال لبيت جديد، أم تعلقه بالمنطقة، أم موضوع التغيير نفسه.
تحدثي بتفهم حول هذا كله، وادعمي مشاعره، ولا تسخري منها، او تكذبيها، أو تقللي من شأنها، حتى يمكنك الانتقال لعرض وجهة نظرك، ومحاولة إقناعه.
تحدثي خلال المناقشات عن مميزات البيت الجديد، كمساحته الأكبر، وأثر هذه المساحة الايجابي على راحة وخصوصية أفراد الأسرة، أو أن المسكن الجديد في منطقة أكثر هدوءً ومريح نفسيًا، أو أن اطلاته على شارع أرقى، ومناظر أجمل، أو أن الوضع المعيشي سيكون أفضل، ما ينعكس على الأبناء وأخلاقهم، وغيرها من الصفات الجيدة.
حدثيه عن أن البيت الجديد = مشاعر حب متجددة.
البيت الجديد= علاقة زوجية منتعشة من جديد.
وهذه حقيقة لا وهم، فالتجديد في أثاث البيت، أو تغيير أماكنه داخل البيت يلقى بأثر ايجابي على المزاج لمن يعيش في المكان نفسه، فما بالك بتغيير المكان بالكامل؟!
فالإنتقال إلى أماكن سكن جديدة هو كالانتقال لأماكن عمل جديدة بما يعنيه هذا من علاقات جديدة، أشخاص جدد، جيران، أصدقاء، إلخ، وهو ما من شأنه ابعاد الملل والرتابة عن الحياة سابقًا.
لا بأس أن تختاري أكثر الأوقات التي يكون فيها زوجك مرتاح نفسيًا، وفي حالة مزاجية عالية، واصطحبيه للمكان الذي ترغبين في السكن فيه، تجولي معه بشكل حر، واكتشفي معه المكان، فأنت بذا تساعديه على كسر حاجز القلق والتوتر لديه.
دعيه يكتشف بنفسه المزايا والصفات التي يمكن أن يقدمها المنزل الجديد له بصفة خاصة، ولكم بصفة عامة، فلا شيء أكثر اقناعًا من التجربة العملية.
فكري يا صديقتي في هذا الكلام جيدًا، وابدأي في الاستعانة بالله على تنفيذه، ولا تنسي الدعاء بأن يوفقك الله لما هو خير لكم.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟