مرحبًا بك يا صديقي..
أحييك لشجاعتك ووقوفك مع نفسك، والاعتراف بحقيقة مشاعرك من سلوكياتك تجاه الفتيات كما جاء في رسالتك.
بالطبع هناك ثغرة ما يصدر بسببها هذا التصرف الذي أنت غير راض عنه تجاه الفتيات، فما تفعله يشير إلى خلل في اشباع الاحتياجات النفسية لديك ومن ثم السعي بشكل خاطئ لاشباعها فلا يتم الاشباع، فالطريقة والتفكير والسلوك والمصادر خاطئة.
لم تذكر تفاصيل عن علاقتك بأسرتك، أصدقاءك، ما شكلها وطبيعتها، وما الذي تحصل عليه منها وما الذي تفتقده.
بإمكانك أن تجلس مع نفسك جلسة مكاشفة، صادقة، لتعرف نوع الاحتياج الذي يشبعه لديك حديثك مع الفتيات عبر فيس بوك، هل هو التفهم، أم القبول مثلًا ، أم الاهتمام، الحب، أم الشوفان"أنا موجود ومرئي من البنات"، أم التحقق، أم ماذا؟!
ثم سؤال آخر كاشف ويحتاج إلى إجابة صادقة، لم أنت مستمر في التكرار على الرغم من عدم حصولك على اشباع الاحتياج؟!
تفسير السلوك والدافع وراءه يا صديقي هو بداية خيط الحل.
رفضك، وعدم سعادتك بسلوكك أمر جيد، لكنه وحده لا يكفي إن أردت أن تخوض رحلة، واعية، حقيقية، للتغيير.
فعلى الرغم من الرفض، بقاء الاحتياج غير مشبع، سيجعلك تكرر السلوك المرفوض في دائرة لا تنتهي، لن تورثك سو مشاعر الذنب المعطلة للتغيير.
هذه العلاقات الاستهلاكية للطاقة والمشاعر لك وللفتيات، إذا ما بقيت هكذا بلا نضج، ولا وعي بمشاعرك، وأفكارك، ووجودك، لن تتوقف.
لن تتوقف، ولن يحدث أي تغيير ايجابي يا صديقي بدون إفاقة، هزة قوية تحدث داخلك، تدفعك للسعي للبحث عن ذاتك الحقيقية وانقاذها من براثن هذا الزيف الذي تعيش فيه.
باختصار، أنت محتاج إلى أن تصبح حقيقي، فتنشيء علاقات حقيقية وتعيش وجودك الحقيقي في حياة حقيقية.
خض رحلتك في النمو والكبران النفسي يا صديقي، وفورًا، ولا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة، ففي الارشاد النفسي الكثير والكثير جدًا للأخذ بيديك نحو هذا النضج والوعي النفسي، والبدء في تغيير حقيقي، تجد معه نفسك، وتسعد معها وبها، ثم تسعد بالعلاقات جميعها، العاطفية، والأسرية، والصداقات، وكل العلاقات في حياتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟