كان الشيخ أبو سليمان الداراني من أهل المعرفة والتقوى، ومن عرفوا أغوار النفس بعد مجاهدتها، وله في ذلك مواعظ وحكم بليغة، تدل على سلوك سبيل المعرفة والزهد.
وقد سمع أبو سليمان الداراني الحديث الكثير ولقي سفيان الثوري وغيره، ولكنه اشتغل بالتعبد عن الرواية.
وكان يقول: ربما أقمت في الآية الواحدة خمس ليال ولولا أني أدع الفكر فيها ما جزتها أبدا ولربما جاءت الآية من القرآن تطير العقل فسبحان الذي رده إليهم.

اقرأ أيضا:

نحب العفو والنُبْل.. كيف تكون شخصًا نبيلاً؟!

ومن مواعظه وحكمه:

1-من كان يومه مثل أمس فهو في نقصان.
2- ما أتي من إبليس وقارون وبلعام بن باعوراء إلا أن أصل نياتهم غش فرجعوا إلى الغش الذي في قلوبهم، والله أكرم من أن يمن على عبد بصدق ثم يسلبه إياه.
4- الهالك من هلك في آخر سفره وقد قارب المنزل.
5- الخاسر من أبدى للناس صالح عمله وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.
6- قيل له: إن فلانا وفلانا لا يقعان على قلبي. قال: ولا على قلبي، ولكن لعلنا أتينا من قلبي وقلبك فليس فينا خير وليس نحب الصالحين.
7- إذا اعتقدت النفوس ترك الآثام جالت في الملكوت وعادت بطرائف الحكمة من غير أن يؤدي إليها عالم علما.
8- إذا ذكرت الخطيئة لم أحب الموت وقلت: أبقى لعلي أتوب.
9- استجلب نور القلب بدوام الحزن.
10 - التمس باب الحزن بدوام الفكرة، والتمس وجوه الفكرة في الخلوات.
 11- تحرز من إبليس بمخالفة هواك، وتزين لله بالإخلاص والصدق في الأعمال.
 12- تعرض للعفو بالحياء منه والمراقبة، واستجلب زيادة النعم بالشكر.
13- لا فقر كفقر القلب، ولا غنى كغنى النفس، ولا قوة كرد الغضب، ولا نور كنور اليقين، ولا يقين كاستصغار الدنيا، ولا معرفة كمعرفة النفس، ولا نعمة كالعافية من الذنوب.
14- لا طاعة كأداء الفرائض، ولا تقوى كاجتناب المحارم، ولا عدم كعدم العقل، ولا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة النفس.
15- من لم يحسن رعاية نفسه أسرع به هواه إلى الهلكة، ولا ينفع الهالك نجاة المعصوم.