مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
المبشر في القصة أنك لديك هذا الوعي، والمراقبة للنفس، وعدم الرضى عما تفعلينه بحق صغيرتك، فهناك أمل كبير في التغيير والنجاح والتصالح مع الذات والحياة.
لقد تعرضت بالطبع لإساءات طفولة، نفسية ، وجسدية، وأصابتك آثار هذا الأمر النفسية السيئة، ولم يتوافر لك مناخ أسري سوي يمكنك من خلاله بناء ذات سوية، تشعر بالاستحقاق، وتصدق في نفسها، وتؤمن بها، بل حدث العكس تمامًا، لذا فأنت تحتاجين إلى شفاء داخلي بلاشك.
ما نتحدث بشأنه يا عزيزتي هو توضيح للحقائق، حتى يمكنك تفسير ما يحدث لك، وهذا جزء من التعافي، فعندما نفهم ما حدث لنا، وتأثيراته، يمكننا الترفق بأنفسنا، ومسامحة من حولنا، واخماد صوت الصراع الداخلي.
لم تكن علاقة والديك "الوالدية" بك صحية، ولم تكن علاقة والديك الزوجية أيضًا سوية وصحية، بل علاقات مشوهة، لسنا بصدد معرفة أسباب كل منهم الآن، فغالبًا ستجدين أن ما حدث كان بسبب قلة الوعي، والنضج النفسي، وتشوه شخصياتهم لتلقيهم تربية خاطئة منذ طفولتهم، وهو ما سيقلل من حدة غضبك منهم، أو حنقك عليهم.
ما يهم يا عزيزتي أن نعرف أن النشأة في علاقات مشوهة ومؤذية هكذا، يعرقل ويعوق النمو النفسي الصحي، وهذا الفهم وتلك المعرفة لابد أن تدفعك لتطبيب نفسك بنفسك، فعلاج آلام الماضي شيء ممكن، مهما كانت آثاره عليك.
ربما يكون ضربك لصغيرتك مما يسمى بالتكرار القهري لطريقة التربية الخاطئة التي تلقيتها، ولكن خوضك لرحلة التغيير النفسي سيقودك للحصول على شخصية أمومية متعافية، سوية، وستنقذين بنسختك الأفضل هذه نفسك وابنك.
فصدقي أنك قادرة على فعل ذلك!
نعم، فنجاح رحلتك للتغيير والتعافي تبدأ من هذا التصديق في نفسك.
ارفقي بنفسك يا عزيزتي، وسامحي والديك، ولا تلتفتي سوى لرحلتك هذه للتغيير والنضج النفسي، فقد فهمت سبب تصرفاتهم المؤذية لطفلتك على الرغم من أنها "رضيعة"، وبقي ألا تكرري أنت مأساتهم في أنفسهم وعلاقاتهم، بقي لك حبك لذاتك، وتقديرك، وقبولك لها، وتصديق في استحقاقها لكل خير.
ابدأي رحلتك للتغيير على الفور، ولا تترددي، ولا تعجزي، استعيني بالله، وأكثري من الدعاء والذكر، وإن تعثرت فلا بأس بطلب المساعدة النفسية المتخصصة لتقصري الطريق وتتعافي أسرع.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.