عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا مكة عفا عن الجميع إلا جماعة من أكابر مجرمي قريش، كان على رأسهم من كان يكتب الوحي للنبي ثم ارتدّ عن الإسلام.
عبد العزى بن خطل:
قيل: اسمه هلال ، وكان قد أسلم وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا، وبعث معه رجلا من الأنصار، وكان معه مولى له يخدمه مسلما، فنزل منزلا، وأمر المولى أن يذبح له ضأنا، فيصنع له طعاما فنام، فاستيقظ ابن خطل ولم يصنع له شيئا، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا.
اقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟ردته ومقتله:
وكان يكتب قدام النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا نزل غفور رحيم كتب: رحيم غفور، وإذا نزل سميع عليم كتب: عليم سميع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: اعرض علي ما كنت أملي عليك، فلما عرضه عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كذا أمليت عليك غفور رحيم ورحيم غفور واحد؟ وسميع عليم وعليم سميع واحد؟
قال: فقال ابن خطل: إن كان محمد ما كنت أكتب له إلا ما أريد.. ثم كفر ولحق بمكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل ابن خطل فهو في الجنة.
وقد قتل يوم فتح مكة وهو متعلق بأستار الكعبة.
وقيل: قتله سعد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي، وهو آخذ بأستار الكعبة، وقيل: قتل بين المقام وزمزم .
ابن أبي سرح:
أما عبد الله بن أبي سرح عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي ، فقد أسلم وكتب الوحي ثم ارتد عن الإسلام، ولحق بالمشركين بمكة.
فلما فتحها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أهدر دمه فيمن أهدر من الدماء، فجاء إلى عثمان بن عفان فاستأمن له، ثم أتى به النبي- صلى الله عليه وسلم- بعد ما اطمأن أهل مكة، واستأمن له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصمت طويلا ثم قال: نعم،
فلما انصرف عثمان قال النبي- صلى الله عليه وسلم- لمن حوله: ما صمت إلا لتقتلوه، فقال رجل: هلا أومأت إلينا يا رسول الله، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين» ،
ثم أسلم ذلك اليوم وحسن إسلامه، ولم يظهر منه بعد ذلك ما ينكر، وهو أحد العقلاء الكرماء من قريش، ثم ولاه عثمان مصر سنة خمس وعشرين، ففتح الله على يديه إفريقيا وكان فتحا عظيما، بلغ سهم الفارس منه ثلاثة آلاف مثقال وكان معه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير.
كما غزا غزوة الصواري في البحر إلى الروم، واعتزل الفتنة حين قتل عثمان، فأقام بعسقلان، وقيل: بالرملة وكان دعا أن يختم عمره بالصلاة، فسلم من صلاة الصبح التسليمة الأولى، ثم هم بالتسليمة الثانية عن يساره فتوفي بين التسليمتين.