" العود" هو آلة العزف والموسيقى الأولى وتختلف أسماؤه باختلاف البلدان والعصور.
والفرس كانت تسميه " البربط"، وهو يعني صدر البط، لشبهه بصدر البط.
وعند العرب فقد جوّد زرياب صانع الألحان اللحن وزاد الوتر الخامس في العود.
أول من صنع العود:
ويقال: إن أول من صنع العود لامك بن قاين بن آدم، وبكى به على ولده.
ويقال: إن صانعه بطليموس صاحب الموسيقى، وهو كتاب اللحون الثمانية، والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة ذلك.
أول من غنى في العرب:
وأول من غنى من العرب قينتان للنعمان يقال لهما: "الجرادتان" ومن غنائهما:
ألا يا قين ويحك قم فهينم .. لعل الله يسقينا غماما
وإنما غنتا هذا حين حبس الله عنهم المطر.
وقيل: أول من غنى في الإسلام الغناء الرقيق طويس وهو الذي علم ابن سريج والدلال نوبة الضحى.
وكان يكنى أبا عبد النعيم، ومن غنائه، وهو أول صوت غنى به في الإسلام هذا البيت:
قد براني الشوق حتى .. كدت من وجدي أذوب
ثم جاء بعد طويس ابن طنبور، وأصله من اليمن، وكان أهزج الناس وأخفهم غناء.
ومنهم حكم الوادي، ومن غنائه:
امدح الكأس ومن أعملها ... واهج قوما قتلونا بالعطش
وكان لهارون الرشيد جماعة من المغنين منهم: إبراهيم الموصلي، وابن جامع السهمي وغيرهما.
كما كان له ملحن يقال له: برصوما، وكان إبراهيم أشدهم تصرفا في الغناء، وابن جامع أحلاهم نغمة.
فقال الرشيد يوما لبرصوما: ما تقول في ابن جامع؟ قال يا أمير المؤمنين، وما أقول في العسل الذي من حيثما ما ذقته فهو طيب. قال: فإبراهيم الموصلي؟ قال: بستان فيه جميع الأزهار والرياحين.
وكان ابن محرز يغني كل إنسان بما يشتهيه كأنه خلق من قلب كل إنسان.
اقرأ أيضا:
من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًاابن جعفر ومعاوية:
وقدم عبد الله بن جعفر على معاوية بالشام، فأنزله في دار عياله، وأظهر من إكرامه ما يستحقه، فغاظ ذلك فاختة بنت قرظة زوج معاوية فسمعت ذات ليلة غناء عند عبد الله بن جعفر.
فجاءت إلى معاوية، فقالت: هلم، فاسمع ما في منزلك الذي جعلته من لحمك ودمك، وأنزلته بين حرمك، فجاء معاوية، فسمع شيئا حركه وأطربه، فقال: والله إني لأسمع شيئا تكاد الجبال أن تخر له، ثم انصرف.
فلما كان في آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر، وهو قائم يصلي، فنبّه فاختة، وقال لها: اسمعي مكان ما أسمعتني، هؤلاء قومي ملوك بالنهار رهبان بالليل.