عزيزي المهمل.. سلوكك ليس من الإسلام في شيء.. أوتدري أن تؤجل عمل اليوم إلى الغد، أو الساعة إلى بعد قليل، أو أن حتى تؤجل موعد صلاة أو مذاكرتك، أو أي شيء تتصوره هين، فأنت بذلك قد تدخل في زمرة المهملين، وهي زمرة يرفضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وللأسف شاع بين الناس مؤخرًا بعض السلوكيات التي تدعو للكسل والتراخي، حتى باتت اعتيادية يومية، يراها الناس ولا يفزعون لها، مع أنها سبب أساسي ورئيسي لتخلف الأمة ربما لعقود وليس لسنوات، ومن هنا كان اهتمام الإسلام بالعمل اهتماما بالغًا فالإسلام يربط بين العمل والإيمان بشكل مستمر وهذا العمل يعنى كل الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان.
كوارث الإهمال
الإهمال ذلك الكوارث التي تحيق بالأمة من كل جانب، فترى الصانع لا يتتبع صنعته بعد الانتهاء منها، وربما يكون فيها خطأ يحمل في طياته كارثة كبيرة، وربما ترى الكاتب لا يقرأ ما كتب بعد الانتهاء منه، ولو كان به أخطاء عديدة، وترى بعض الفلاحين يترك أرضه لينام، أو يبحث عن مجلس أنس، فكانت النتيجة أن بارت الأرض، وهكذا، وهي أمور لم يعتد عليها المسلمون الأوائل أبدًا.. إذ أنهم كانوا يهتمون بأبسط الأمور وأصغرها، حتى لا يقعوا في مشكل ما، أو يصيبهم الكسل، أو يضربهم الإهمال، حتى في الحرب.
يقول الله عز وجل: «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا» ( النساء 102).
انظر لمدى الاهتمام بالنظام، حتى في الجهاد والصلاة، وهما أهم ما جاء به الإسلام، لابد من تنظيم الصفوف وعدم الإهمال، لأنهم لو صلوا وتركوا أسلحتهم قتلهم المشركين، بينما لا يمكن لهم أن يتركوا الصلاة لأنها رأس الإسلام.. وهكذا كان التوفيق والتنظيم منعًا للإهمال.
سنة نبوية
أيضًا المتتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيجد أنه كان يبغض الإهمال، فعن عبد الله بن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم، قال: «عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».. انظر لأي مدى من الممكن يصل بك الإهمال، إلى النار وليعاذ بالله، فالمرأة أهملت الهرة، فكانت النتيجة أن ماتت، فعاقبها الله بالنار.. هكذا المهمل في كل شيء، قد ينتج عنه ما يضر الناس أو الحيوانات، فتكون نهايته إلى النار والعياذ بالله، فعلينا جميعًا الاهتمام وأخذ كامل الاحتياط في كل شيء.
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة في شهر رجب .. أحيا الله من أحياها .. داوم علي فعلها لوجه الله