أخبار

كيف تحكم بين متخاصمين وكيف تنصف المظلوم منهما؟

كل يوم خميس النبي يدعو لك ويستغفر الله لك على أي ذنب.. كيف ذلك؟

خباب بن الأرت سادس من أسلموا.. هكذا صبر ولم يعط الكفار ما سألوا

تشكو الله إلى الناس ثم تطلب منه؟.. لا تحبط دعاءك

"الندم توبة".. التوبة ليست كلمة تقال وإنما منهج متكامل له شروطه (الشعراوي)

في المنع حكمة.. قليلون من يدركونها!

حاقد أم حاسد؟.. كيف تطهر صدرك وترضى بما قسمه الله لك

من عجائب المروءة.. "عمرو بن العاص" يستقبل أهل مصر على دابة هزيلة

بها طمأن النبي صاحبه وبدد موسى خوف قومه.. استشعار معية الله مصدر كل طمأنينة

نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟

أكره أسرتي المفككة وأشعر بالخزي والحزن.. ما الحل؟

بقلم | ناهد إمام | الاحد 07 مايو 2023 - 06:46 ص

عمري 19 سنة، ومنذ أصبحت مدركًا لما حولي وأنا أرى وأسمع والديّ يتشاجران، وكل منهم يشتم الآخر، ويدعو عليه بالأمراض والموت،  وهما منفصلان، كلًا منهم يبيت في غرفة خاصة داخل البيت، ولم نجتمع معًا أبدًا على طعام.


قبل  سنتين فقط عرفت أن أهل والدي معظمهم مرضى نفسيون، فعمي  الأصغر من والدي مريض بالفصام، وجدي كان مريضًا بالهوس والاكتئاب "ثنائي القطب"، وكذلك جدتي، وعمي الأكبر ترك أولاده وزوجته واختفى منذ 20 عامًا ولا أحد يعلم عنه شيئًا.


المشكلة أنني وإخوتي الثلاثة نتعارك دائمًا،  وأنا لا أشعر أني أحبهم كما يحب من حولي من أصدقائي إخوتهم، كما أنني أشعر بالخزي من عائلتي،  وأكره  والدي، ووالدتي، بل أكره أسرتي المفككة كلها، وأتمنى أن لو لم أولد لها، أو كانت لي أسرة أفضل فأنا لا أستحق هذه الأسرة.


أشعر بالحزن والضياع، ما الحل؟




الرد:

مرحبًا بك يا عزيزي..

قلبي معك في محنتك.

أقدر مشاعرك، وأتفهم جيدًا ما قلته،  وأنت على مشارف حقبة جديدة من عمرك، فأنت على مشارف العشرين، ويفصلك عن سن الرشد فاصل قصير، تصبح بعده، بالغًا، راشدًا.

فاسمح لي أن ألغي الفاصل القصير، وأتحدث معك كبالغ راشد، خاصة أنك مدرك لتفكك أسرتك، وغير راضٍ عن أوضاع أهلك.

والبالغ الراشد قد غادر مراحل الطفولة والمراهقة، وأصبح أكثر وعيًا، ونضجًا، ونموًا عقليًا، ونفسيًا، ومن ثم أصبح أكثر مسئولية، وحرية.

تقتضي الأمانة معك، المصارحة، التي ربما تكون موجعة، ولكنها لن تكون أكثر إيلامًا من الواقع، فنحن لا نختار أبوينا يا عزيزي، ولا أهلنا، ولا عوائلنا، ولكننا نختار مصيرنا، وطريقنا، وطريقتنا في التفكير، ومسار حياتنا، ونستطيع بهذا كله أن نتغلب على الواقع المؤلم، المخزي، والوراثة، والجينات، وكل مالم يكن لنا يد فيه، ولا حيلة معه.

"أنت نسيج وحدك"، لا زلت أذكر هذه العبارة الرائعة للشيخ محمد الغزالي في كتابه "جدد حياتك"، يقول:" إعلم أنك نسيج وحدك، فأنت شئ فريد في هذا العالم،  ولا يوجد من يشبهك تمام الشبه شكليًا أو نفسيًا، وهذا من تمام قدرة الله عز وجل"، فهلا فتشت يا عزيزي عن فرادتك، وبصمتك، وذاتك، بعيدًا عن أسرتك، وعائلتك؟! هلا فعلت لأنك بالفعل "نسيج وحدك"؟!

أنت لست قادرًا على تغيير أيًا من أفراد أسرتك، وعائلتك، ولا أي أحد في العالم،  ولكنك قادر على "نفسك"، تكتشفها، وتقدرها، وتحترمها، وتطورها، وتعتني بها، وتخرج كنوزها، وتحسن استثمارها، وتبني لنفسك شخصية مميزة، وتعبّد لنفسك طريق نجاح وفخر.


يا عزيزي، قديمًا قالوا، ليس الفتى من قال كان أبي، لكن الفتى من قال هاأنذا، فقلها!

قلها، وحيّ على الكفاح، والتحرر، والحياة!

لا تنظر خلفك، وانظر أمامك، حيث الحاضر، والمستقبل، تعمل في لحظتك الحالية ما تستطيع لتتحقق ذاتك، وتسعد بها، وتخطط لمستقبلك، وتتوكل على الله، وترجو منه العون والرعاية.

فكر في نفسك، هذه هي استطاعتك، فلا تتركها وتنشغل بالمستحيل، وتغرق في الألم والمعاناة، وتتعطل حياتك، فتخسرها، وتخسر نفسك.

لابد أن تتحرر من مشاعر الخزي المعطلة، وتنفض عنك ما ليس في إطار مسئوليتك، فأنت لست مسئولًا عن أهلك ولا تصرفاتهم، ولا تفككهم ولا أمراضهم، هم ابتلاؤك في هذه الحياة، فانج بنفسك من هذه الأمواج المتلاطمة، فنفسك هي مسئوليتك، وعنها ستسأل، ومعها ستعيش،  انقذها أولًا، ثم افعل ما بدى لك من بعد.

ابني نفسك، وابني معها علاقة صحية، حتى تستقيم لك الحياة، والعلاقات القريبة والبعيدة، فأنت لم تعش هذه العلاقات الصحية في أسرتك ولابد أن تتعافى من آثاره العلاقات السامة، المشوهة  في أسرتك السلبية على شخصيتك، وأفكارك، ومشاعرك، ويمكنك أن تستعين بمتخصص نفسي لعقد جلسات علاجية من هذا كله، لتصبح نسخة أفضل من نفسك، لنفسك.

فكر من جديد في شأنك يا عزيزي، في إطار هذه المعطيات، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.









الكلمات المفتاحية

خزي عائلة فصام هوس نسيج وحدك ثنائي القطب

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled عمري 19 سنة، ومنذ أصبحت مدركًا لما حولي وأنا أرى وأسمع والديّ يتشاجران، وكل منهم يشتم الآخر، ويدعو عليه بالأمراض والموت، وهما منفصلان، كلًا منهم يبيت