عمري 37 سنة، ومنذ تزوجت وأنا أتعرض للضرب والشتم من زوجي، حاولت أحبه ولكن قسوته كانت تزيل عاطفتي الجيدة التي أبنيها تجاهه في كل مرة يمد يده الثقيلة عليّ.

ومنذ سنة تواصل معي خطيبي السابق عبر فيس بوك، صددته في البداية، ثم بدأ يحدثني عن سبب الحزن الطاغي على منشوراتي على فيس بوك، ففضفضت معه، وحكيت له عن قسوة زوجي، وطلب أن نتقابل، رفضت في البداية، ثم رضيت وقابلته، وهنا حدثت مصيبتي، إذ غلبني الشيطان ووقعت معها في الحرام، وخفت منه، فقطعت العلاقة معه تمامًا، وأغلقت كل الأبواب بعدها، وندمت، وبكيت كثيرًا لله، وتبت، وأغلقت صفحتي على فيس بوك، والتزمت الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والصيام والذكر.

الآن، لا زال زوجي يتعامل معي بالأسلوب العنيف من ضرب، وإهانات، وشتم، وأنا أصبحت متعبة نفسيًا، ومهزوزة الثقة في النفس، وارتعد من صوته، ويرتعش جسدي إذا اقترب مني.

هل أطلب الطلاق؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

لن أبرر للخيانة أبدًا، فهي فعل شائن، وإجرامي، في حق الله أولًا، والزوج، والذات.

والآن، أنت ابتليت بزوج قاسي، وعلاقة زوجية مشوهة، وحياة نكدة، بما يعني أن صمامات الأمان، والحماية من الضعف البشري كلها مدمرة، فكان من السهل على الخاطب السابق هذا استدراجك، والصيد في الماء العكر.

أنت اعترفت بخطأك وتعاملت معه كما أمر الله، وتبت، وندمت، وتغيرت بحسب ما كتبته، فأغلقي الصفحة، وركزي على حاضرك.


أما زوجك العنيف، فلابد من رفض هذا التعامل، وعدم الاستسلام الذي ربما فهمه على أنه رضى منك بهذه الطريقة في التعامل، اطلبي الطلاق كتهديد، إن فعل هذا الاعتداء البدني عليك، ربما يجد أن كيان هذه الحياة والعلاقة سينهدم فيقلع عما يفعل، ويتغير سلوكه.

من الطبيعي أن تعاني من آثار سوء العلاقة، وتشوهها، وعنفها، وإساءاتها، بفقد الثقة في النفس، واهتزاز الأرض من تحت قدميك، وهذه الحالة تستدعي طلبك لمساعدة نفسية متخصصة، للتعامل مع شخصيتك التي تم تشويهها بسبب هذه العلاقة، بلا استهانة بالأمر، فأنت تشعرين بعدم الاستحقاق، وعدم الأمان، وهذا تدمير لبنائك النفسي يحتاج إعادة ترميم بشكل متخصص، ووجهًا لوجه، لا عبر استشارة مكتوبة.

بدون هذا، لا تتوقعي سوى المزيد من التصرفات الشائنة، المشوهة، والمدمرة لنفسك قبل أي أحد.

أما الطلاق فهو قرارك، وهو حل إذا لم يستقيم أمر حياتك الزوجية كما أمر الله، فالطلاق يكون نعمة في حالات كثيرة، ولأجل هذا شرعه الله.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة