بمجرد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت فكرة ادعاء النبوة والعجيب نها لاقت رواجا بين السذج والجهال وصاروا أتباعا لصاحب الفكرة وكان على رأسهم مسيلمة الكذاب.
وقد امتدت هذه الجهالات في عصور لاحقة حيث دونت كتب التاريخ الكثير ممن ادعوا النبوة، وكلها حكايات تدور في فلك الجدل والهذيان .
1-الرشيد ومدعي النبوة:
ادعى رجل النبوة في أيام الرشيد، فلما مثل بين يديه قال له: ما الذي يقال عنك؟ قال: إني نبي كريم. قال: فأي شيء يدل على صدق دعواك؟
قال: سل عما شئت. قال: أريد أن تجعل هذه المماليك المرد القيام الساعة بلحى، فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه.
وقال: كيف يحل أن أجعل هؤلاء المرد بلحى وأغير هذه الصورة الحسنة، وإنما أجعل أصحاب هذه اللحى مردا في لحظة واحدة، فضحك منه الرشيد وعفا عنه وأمر له بصلة.
دجال آخر مع المأمون:
وتنبأ إنسان، فطالبوه بحضرة المأمون بمعجزة، فقال: أطرح لكم حصاة في الماء فتذوب.
قالوا: رضينا فأخرج حصاة معه وطرحها في الماء فذابت، فقالوا: هذه حيلة ولكن نعطيك حصاة من عندنا ودعها تذوب.
فقال: لستم أجل من فرعون ولا أنا أعظم حكمة من موسى، ولم يقل فرعون لموسى لم أرض بما تفعله بعصاك حتى أعطيك عصا من عندي تجعلها ثعبانا.
فضحك المأمون وأجازه.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاادعى أنه خليل الرحمن:
وتنبأ رجل في أيام المأمون وادعى إنه إبراهيم الخليل، فقال له المأمون: إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين.
قال: وما براهينه؟ قال: أضرمت له نار وألقي فيها، فصارت عليه بردا وسلاما، ونحن نوقد لك نارا ونطرحك فيها، فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك، قال: أريد واحدة أخف من هذه.
قال: فبراهين موسى، قال: وما براهينه؟ قال: ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى وضرب بها البحر، فانفلق، وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء.
قال: وهذه علي أصعب من الأولى. قال: فبراهين عيسى.
قال: وما هي؟ قال: إحياء الموتى.
قال: مكانك قد وصلت. أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكثم وأحييه لكم الساعة، فقال يحيى: أنا أول من آمن بك وصدق.
نبوءة أخرى:
وتنبأ آخر في زمن المأمون، فقال المأمون: أريد منك بطيخا في هذه الساعة، قال: أمهلني ثلاثة أيام، قال:
ما أريده إلا الساعة، قال: ما أنصفتني يا أمير المؤمنين إذا كان الله تعالى الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ما يخرجه إلا في ثلاثة أشهر، فما تصبر أنت علي ثلاثة أيام، فضحك منه ووصله.