أغلب المشاكل في العلاقات الإنسانية والعاطفية .. محورها هو الاهتمام .. لكن أكبر مشكلة، أننا نعرف الاهتمام بشكل غير صحيح.. لذلك ترى كثير من الناس لا يشعر بالرضا، ليس لأن الناس لا تهتم به بالفعل، ولكن لأنه يفهم الاهتمام بشكل خاطيء.. فتراه يعيش في تعب نفسي متواصل.. وينكد على نفسه وعلى من حوله طوال الوقت.
أول أمر يجب أن نعرفه.. أن الاهتمام ليس له وحدة قياس وقواعد ثابتة نقيس عليها و تسير على الكل !
أيضًا، يغلب على كثير من الناس أن الاهتمام يعني السؤال الكثير، أو حتى معرفة التفاصيل أو تواريخ الميلاد والأعياد .. ومتابعة كل شيء وتفصيلة جديدة في حياتك .. ولا بكم الرسائل و لا بالهدايا ولا بفكرة أنه (أون لاين) ولا يرد .. ولا بأنك لا ترى في الدنيا غيره .. ولا بلهفة البدايات والمفاجآت !!.. الاهتمام شعور أعظم من أن تكون هذه هي وحدات قياسه !
اظهار أخبار متعلقة
المشاعر البسيطة والعميقة
في البداية علينا أن نفرق بين أمرين هامين: هناك مشاعر بسيطة وليست عميقة .. فبعض الأمور مهما كانت بساطتها تسند هذه العلاقة .. لكن لو انتهت هذه الأمور ولم يبق أي شيء يميز هذه العلاقة .. سوى القليل من الروتين، فإن هذه العلاقة تنتهي سريعًا.. بينما هناك مشاعر عميقة .. ناضجة .. اهتمامه بك يتلخص في فكرة واحدة: ( أنه مؤمن بك ) مؤمن برسالتك وبدورك وبقدراتك ..
فتراه يفعل أمرًا من اثنين ..
- إما يحمل عنك لأنه يريدك أن تركز في إنجازك .. فيصبح هو السند الحقيقي..
- أو أنه لا يحمل عنك بشكل مباشر لكنه يقدر تعبك وجهدك ومسئولياتك وانشغالك .. و يحترم هذه الأمور جدًا ويشجعك عليها.. وأيضًا هنا هو يعد سندًا حقيقيًا ..
لأن كل هذا يتم باقتناع .. دون أي مجهود أو تمثيل.. فتكون النتيجة علاقة إيجابية صحية، يكمل كل منكم الآخر، ولا يحمل الآخر فوق طاقته، فترى هذه العلاقة ناضجة توصل لنتائج طيبة على كل المستويات، أما لو كانت العكس، فإنها تؤدي لنتائج عكسية، مثال على ذلك (الطلاق بعد سنوات زواج)، حيث ترى بعض الأزواج وبعد سنوات من العشرة لا يستطيعون الاستمرار، هذا لأن العلاقة من أولها لم تكن بهذا العمق، وإنما كانت سطحية فقط.
اقرأ أيضا:
ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟معضلة الاهتمام
لكن ما هي معضلة الاهتمام الحقيقية؟.. هي أن كل واحد مفروض يهتم بطريقته هو الخاصة به، التي لا يشعر فيها بأي عبء .. و في نفس الوقت تكون هذه الطريقة سببًا لراحة الطرف الثاني ! )
ربما تبدو طريقة معقدة، وتحتاج إلى عدة شروط، أهمها: أن تكون الروابط قوية وتتضمن قيم كبيرة مشتركة .. هذه القيم ترتقي بكل واحد .. بمشاعره .. بأفكاره .. باحتياجاته .. بتعلقه بالآخر .. بأهدافه في الحياة .. لأن هذه الروابط هي الأساس الذي يوجد معه الاقتناع والعمق ..
فتخرج بعيدًا عن دائرة المراقبة والانتظار والعتاب و الحساسية المفرطة والمقارنات غير المجدية .. وفيها الإنسان يتحرر من كل شيء سلبي .. وكل ما يهمه فقط أن يرى الطرف الآخر سعيدًا، سواء علم كل تفاصيل حياته أو لم يعلم أي شيء.
الخلاصة: من يريد الاهتمام بشكل مختلف ومحسوب، أهل زمان قالوا جملة تنهي القضية برمتها: (الاهتمام فعلاً مبيطلبش ).