جبل الإنسان على حب الاجتماع وكراهية العزلة فالإنسان اجتماعي بطبع وهذا الاجتماع له فوائد عديدة يعود أثرها على الفرد والمجتمع على السواء.
مميزات الشخصية الاجتماعية:
والشخصية الاجتماعية محبوبة في الغالب نم الناس لأنه لا يكون اجتماعيا الا بالمرور على العديد من الأنماط وكسب ود الكثيرين وتفاهم الأخطاء وتجاوز عقبات وغير ذلك مما يكسبه حنكة في التعامل فتصقل خبراته ويزداد مرونة وتفهما مع الوقت وهو ما يجعله يتبوأ مكانة عظيمة عند الناس وخاصة القريبين منه.
ويمكن إيجاز فوائد الشخصية الاجتماعية فيما يلي:
-طموح.
-إيجابي.
متفاهم.
-لديه خبرات.
-لديه حكمة في التعامل مع شخصيات مختلفة.
-يعمل تحت ضغط.
-متعدد المواهب.
-محبوب من الجميع.
-ناجح أسريا.
وقفات مع التقليد:
لكن من المساوئ التي يمكن أن يقع فيها أصحاب الشخصيات الاجتماعية أنهم دائما يسيرون وراء التقليد وأوقاتهم في الغالب ليست لهم وهو ما قد يعرضهم في آفة التقليد الأعمى في بعض الأحيان ومن ثم يخسرون كثيرا.
كما انه يحدث أحيانا عدم الموازنة بين حقوق من له حقوق عليه كأهله وأقربائه وغيرهم فيقد في كثيرا من الأحيان المهم على الأهم وبهذا يقع الخلل ويكون محل استنكار وتندر من المحيطين به.. واخطر مساوئ الشخصية الاجتماعية التقليد المذموم لكل جديد خاصة لمن يثق فيهم، ولهذا التقليد أشكال أشهرها:
-مواكبة الموضة.
-ازداء العادات والتقاليد.
الخروج على المبادئ أحيانا.
-الانفعال الزائد.
-التشبه بمن ليس على دينه او محيطه الثقافي لمواكبة العصر.
-المواربة والمداهنة. وغموض شخصيته التي تتوه وسط محاولته المستميتة لكسب الناس .
-التبعية لما يطالب به الكثيرون من أمور قد تكون خرقا لمرجعيته الثقافية والدينية.
- مسايرة الواقع وبهذا يقع في فتنة التقليد المذموم مُسَايرة الواقع.
موقف الدين من الشخصية الاجتماعية:
والدين يحبب لأنصاره الاجتماع والعمل الاجتماعي فالله قال: وتعاونوا على البر والتقوى..
لكن هذا التعاون مشروط بأمور تنضبط بها وإلا صار يحترق لإرضاء غيره ومسايرة الواقع هذه كلمة فضفاضة يدخل فيها الكثير من السلوكيات الخاطئة بحجة التمدن وهي تترواح بين الفتنة وارتكاب الكبائر أو الصَّغائر، أو التَّرخُّص في الدِّين، وتتبُّع زلَّات العلماء؛ لتسويغ المخالفات الشَّرعية النَّاجمة عن مسايرة الرَّكب، وصعوبة الخروج عن المألوف، واتِّباع النَّاس إن أحسنوا أو أساؤوا. ومَن هذه حاله يَنطَبق عليه وصف الإمَّعة).
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من التقليد الأعمى ويخاف عليهم عاقبة تقليد الأمم التي حادت عن نهج الأنبياء والمرسلين فيقول: " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كان قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ...".
ومن ثم فعلى المسلم أن يكون واعيا وليحذر من الوقوع في هذه الآفة التي انتشرت في الأمة انتشار النار في الهشيم؛ فأصبحت تابعة منقادة لغيرها مقلدة لأمم الشرق والغرب في كثير من أمورها، حتى أصبح الدين غريبا، والمتمسكون به غرباء.