مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك أولًا لوعيك النفسي، ما دفعك للذهاب لطلب المساعدة المتخصصة من الطبيب النفسي لانقاذ ابنتك، أما اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة "ADHD" كما شخصه الطبيب قد يحتاج في إحدى درجاته لعلاج دوائي بالفعل، وغالبًا ما تعمل هذه الأدوية على الإنتباه، والسيروتنين في المخ، فما الداعي لكل هذا الفزع؟!
ما هو شائع عن تأثيرات الأدوية النفسية كإدمانها مثلًا غير حقيقي يا عزيزتي، فطول المدة لو أوصى بها الطبيب لا تعني إصابة الشخص بإدمان الدواء، ولكن لتأخر الشفاء، وعند حدوثه يقوم الطبيب بإيقافه تدريجيًا وهذا مهم بالنسبة للأدوية النفسية.
الاضطرابات والأمراض النفسية تتعلق بالمخ وكيميائه، ولعلاجها لابد من أدوية إلى جانب الجلسات العلاجية التي قد تكون علاج سلوكي معرفي ، أو علاج سلوكي جدلي، بحسب ما يرى الطبيب.
إن ما لم تفكري فيه يا عزيزتي وهو آثار الامتناع عن تناول العلاج الدوائي، هو المفزع والكارثي، إذ يتفاقم الإضطراب في تأثيره على شخصية طفلتك ومستقبلها.
فأثار عدم علاج الـ " ADHD" وخيمة، إذ تتأثر الحالة الدراسية ويحدث تراجع دراسي يؤثر بالطبع على حالة ابنتك النفسية وصورة الذات لديها، و فقد الثقة في النفس، والتعرض للتنمر، وقد تتعرض لفشل العلاقات مع الأقران في مرحلتها الحالية، ثم علاقات العمل والزواج عندما تكبر، فضلًا عن تحولها إلى شخصية غضوبة، مهلهلة، مشتتة، قراراتها كارثية على نفسها ومن حولها، وقد ينجم عن هذا كله تحولها إلى شخصية انعزالية، منطوية، أو أخرى تلجأ للإدمان مثلًا لكي تخفف ضغوطها، وهكذا، فهل ترضين لابنتك هذا المصير؟!
سارعي يا عزيزتي، فهذا الإضطراب قد يستلزم علاجه والتعافي منه وقتًا طويلًا بحسب الحالة، وهو ما يقرره الطبيب، لكنه قد يمتد إلى سن المراهقة، وما بعده، ربما إلى العشرينيات، حتى يتم التعافي بشكل جيد، وهذا يكون بمتابعة مع الطبيب، للحالة، هذا ما يجب أن تعلميه حتى لا تفزعي إذا طالت المدة، فالمهم أن يتم التعافي في النهاية، ووقاية ابنتك من أضرار عدم العلاج، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟